يمكن تصنيف المجالات التي يبحث فيها علم الاقتصاد بشكل متنوع ومتعدد، إلا أنه بشكل أساسي يهتم بنوعين من التحليل الاقتصادي هما الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الكلي
الاقتصاد الجزئييدرس التحليل الاقتصادي الجزئي السلوك الاقتصادي للعناصر الاقتصادية (بما فيهم الأفراد والشركات) وطريقة تفاعلهم من خلال الأسواق الفردية، وندرة الموارد، والأنظمة الحكومية. السوق هنا قد تشمل السلعة المنتجة كالذرة على سبيل المثال، وقد تكون خدمة من قلب الإنتاج كالبناء مثلاً. هذا التحليل يقوم على نظرية دراسة مجموع كميات الطلب من قبل المشترين وكميات العرض من قبل البائعين عند كل نقطة سعر محتمل للوحدة المنتجة. وانطلاقاً من دراسة كل من العرض والطلب بشكل غير منفصل يتوصل التحليل الاقتصادي الجزئي لتوصيف الكيفية التي تصل بها السوق إلى حالة التوازن الاقتصادي للسعر والكمية، أو الاستجابة لمتغيرات السوق عبر الزمن. وهذا ما يطلق عليه في الشائع تحليل دراسة العرض والطلب.
هيكلية السوق مثل سوق المنافسة الكاملة وسوق الاحتكار تعتبر هنا من العوامل المؤثرة على درجة كفاءة السوق. هذا وينطلق مفهوم التحليل من فرضية مبسطة بأن سلوك الأسواق الأخرى يبقى ثابتاً وهذا ما يطلق عليه تحليل التوازن الجزئي، أما نظرية تحليل التوازن العام تسمح بالتغيرات في مختلف الأسواق بما فيها حركة السوق وتفاعلها تجاه التوازن الاقتصادي.
الاقتصاد الكلي يهتم التحليل الاقتصادي الكلي بدراسة الاقتصاد ككل، ليوضح تأثير العوامل الاقتصادية على اقتصاد البلدان، كتأثير الدخل القومي ومعدلات التشغيل (معدلات التوظيف)، وتضخم الأسعار، ومعدل الاستهلاك الكلي ومعدل الإنفاق الاستثماري ومكوناته. كما يدرس التحليل الاقتصادي الكلي تأثيرات كل من السياسة النقدية والسياسة المالية المتبعة في البلد. ومنذ ستينات القرن العشرين، أخذ التحليل الاقتصادي الكلي يأخذ منحى أكثر تكاملاً، وبرزت فيه نماذج جديدة كتحليل القطاعات على أساس جزئي، ورشد اللاعبين الاقتصاديين، الاستخدام الكفء لمعلومات السوق، والمنافسة غير الكاملة. التحليل الاقتصادي الكلي يهتم أيضاً بالعوامل ذات التأثيرات طويلة الأجل على الاقتصاد ونمو الدخل القومي. وكمثال على هذه العوامل نذكرن تراكم رأس المال، التطور التكنولوجي (التقني)، ونمو قوة العمالة.
المحاولات للتوحيد بين هذه الفرعين أَو إلغاء التمايز بينهما كَانَ مُحَفّزاُ مهماُ في مُعظم الفكر الاقتصادي في المرحلة الأخيرةِ، خصوصاً في اواخر السبعينات وأوائِل الثمانينات. توجد اليوم وجهة تجمع على ضرورة أن يكون الاقتصاد الكلي الجيد مؤسس على بنى الاقتصاد الجزئي الصلبة. بكلمة أخرى وهي هيكل العرض والطلب في نظرية الاقتصاديات الصغرى، تم تطوير توازن الجزئي للنموذج الاقتصادي العرض والطلب أصلا من قبل ألفرد مارشال وهو نموذج يحاول وصف، وتوضيح وتوقع تغير سعر وكمية السلع المباعة في الأسواق التنافسية. إن النموذج يقوم فقط أولا بتقريب وصف السوق التنافسية بشكل غير كامل.
يضم هذا النموذج الكثير من النظريات المستعملة من قبل بعض الاقتصاديين قبل مارشال ويشكل أحد أكثر النماذج الأساسية أهمية في بعض المدارس الاقتصادية الحديثة، فهو كثير الاستعمال في بناء أساس تشكيلة واسعة من النماذج والنظريات اقتصادية أكثر تفصيلا. إن نظرية العرض والطلب مهمة لفهم الكثير من المدارس الاقتصادية لآلية اقتصاد سوق وتفسير الآلية التي يتم بها تخصيص المصادر واتخاذ القرارات.
إن نظرية العرض والطلب تفترض عادة بأن الأسواق تنافسية جدا. وهذا يشير ضمنا إلى أن هناك العديد من المشترين والباعة في السوق ولا أحد منهم لهم القدرة للتأثير على سعر البضائع. في العديد من صفقات الحياة الحقيقية، تفشل الفرضية لأن بعض المشترين أو الباعة الفرديين أو مجموعات المشترين أو الباعة لهم بما فيه الكفاية القدرة على التأثيرا على الأسعار. غالبا ما يستخدم تحليل متطور لفهم معادلة العرض-طلب للبضاعة. على أية حال، تعمل النظرية بشكل جيد في الحالات البسيطة غير المعقدة.
الاقتصاد السائد لا يفترض بداهة بأن الأسواق مفضلة على الأشكال الأخرى من التنظيمات الاجتماعية. في الحقيقة، يكرس الكثير من التحليل إلى الحالات التي تدعى ب فشل الأسواق التي تؤدي إلى تخصيص مصادر أقل من المثالية ضمن بعض المعايير. في مثل هذه الحالات، يعمد الاقتصاديون إلى إيجاد سياسات لتجنب الهدر؛ مباشرة عن طريق الرقابة الحكومية، أو بشكل غير مباشر عن طريق حث زبائن السوق على التصرف وفق إسلوب متسق مع الرفاهية المثالية، أو بخلق أسواق ضائعة لتمكين إيجاد تجارة كفوءة جديدة لم تكن موجودة سابقا. هذا يدرس بالتفصيل في حقل الأعمال الجماعية. الطلب هو الرغبة الأكيدة في الشراء التي تدعمها، وتعززها قدرة شرائية للحصول على كمية معينة من سلعة ما، عند سعر محدد، على أن يتم ذلك خلال فترة زمنية معينة. على سبيل المثال، قد يكون مستهلك راغبا بشراء 2 كيلو بطاطا إذا كان السعر 0.75$ لكل كيلو. بنفس الوقت نفس المستهلك قد يكون راغبا لشراء كيلو 1 فقط. إذا كان السعر 1.00$ لكل كيلو. يمكن تشكيل جداول الطلب التي تظهر الكمية المطلوبة من البضاعة عند كل سعر معطى لهذه البضاعة ويمكن تمثيل الطلب بمخطط أو منحنى كما يمكن تحديده من خلال معادلة الطلب. العرض هو عبارة عن الكميات المنتجة من سلعة ما، التي يعرضها المنتجون في السوق بهدف البيع أو الشراء عند سعر معين وخلال فترة زمنية معينة. على سبيل المثال، قد يكون الفلاحون راغبين ببيع مليون كيلو من البطاطا إذا كان سعر الكيلو 0.75$، فإذا كان الراغبون بالشراء عند سعر 0.75$ أكثر من الراغبين في البيع فإن البضاعة المعروضة بالسعر الحالي والذي افترضنا أنه 0.75$ سوف تنفذ ويبدأ السعر بالارتفاع وذلك لغلبة الطلب على العرض، والعكس صحيح فعند غلبة العرض على الطلب فإن السعر سوف يهبط.
المقررون الرئيسيون للعرض هم سعر السوق الحالي وكلفة تقديمها وآلية إيصالها والكثير من العوامل الأخرى

الإعلان