الحرب العالمية الثانية هي الصراع الذي حدث من عام 1939م إلى 1945م، وشارك فيه كل جزء من العالم تقريباً، وكانت أجزاء الصراع تتكون من الحلفاء وهي الدول: فرنسا، وبريطانيا، والاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة، وقوى المحور وهي الدول: ألمانيا، واليابان، وإيطاليا، مع مشاركة الصين أيضاً، واستمرت الحرب لمدة 20 عاماً، والنزاعات التي لم تحل أثناء حرب العالمية الأولى، نتج عنها وفاة ما يقارب من 40 مليون إلى 50 مليون شخص، مما يجعلها أكثر الصراعات الدموية خلال التاريخ.

بدأت الحرب العالمية الثانية في الأول من كانون الأول عام 1939م، حيث بدأت ألمانيا غزوها على بولندا دون إعلان للحرب، وإعلان فرنسا وبريطانيا الحرب على ألمانيا وجميع أعضاء رابطة الأمم باستثناء أيرلندا، في الثالث من كانون الأول، وتمّ سحق الهجوم الألماني وذلك بسبب استخدام الدفاعات البولندية للتقنيات الجديدة.
أسباب تفشي الحرب
فبعد الحرب العالمية الأولى تمّ ظهور الأنظمة الشمولية والعسكرية في اليابان، وألمانيا، وإيطاليا، حيث هزمت ألمانيا، وكانت اليابان حريصة على استعادة أو زيادة قوة إيطاليا التي أصيبت بخيبة أمل، مما أدت جميع أشكال الدكتاتورية التي اعتُمدت في نهاية المطاف على جعل الدولة عليا، والدعوة إلى التوسع على حساب البلدان المجاورة، فهذه البلدان الثلاثة وضعت نفسها أيضاً كأبطال ضد الشيوعية، وبالتالي الحصول على التسامح الجزئي على الأقل من أعمالهم في وقت مبكر من الجماعات الأكثر تحفظاً في الديمقراطيات الغربية، ومن المهم أيضاً الرغبة في السلام من جانب الديمقراطيات، مما أدى إلى عدم استعدادها العسكري، بالإضافة إلى أنه أدى انشقاق الولايات المتحدة الأمريكية إلى إضعاف عصبة الأمم، وبالتالي لم تتمكن من تعزيز السلاح،
وبالإضافة إلى زيادة حدة التنافس الوطني بسبب الكساد الاقتصادي الطويل، وزيادة الخوف وعدم الثقة، وجعل الجماهير عرضة لوعود الديماغوجيون، ومن جانب آخر تخلت بريطانيا العظمى وفرنسا عن سياستهم من الاسترضاء، وتأسيس جبهة معادية للعدوان، عندما استولت إيطاليا (نيسان، 1939) على ألبانيا، واحتلت ألمانيا (أذار، 1939) تشيكوسلوفاكيا، وتخلت بريطانيا العظمى وفرنسا عن سياستهم من الاسترضاء وتأسيس جبهة معادية للعدوان، والتي تضمنت تحالفات مع تركيا واليونان، رومانيا، وبولندا، وتسريع إعادة التسلح. ووقعت ألمانيا وإيطاليا تحالفاً عسكريا كاملا (أيار 1939)، وبعد اتفاق عدم الاعتداء السوفيتي الألماني (أيلول 1939)، أزال الخوف الألماني من حرب محتملة، وكانت ألمانيا مستعدة لشن هجوم على بولندا.
آثار الحرب العالمية الثانية أدت الحرب العالمية الثانية إلى بداية حقبة جديدة، وهي ظهور قوتين عظمتين، وهي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي، وأصبحت الساحة العالمية ثنائية القطبية، مما أدى إلى ظهور الحرب الباردة، وسميت بهذا الاسم لأنها تركزت على التخريب السياسي والتجسس دون الحرب المفتوحة، وبعدها تم تقسيم أوروبا إلى كتلة شرقية بقيادة الاتحاد السوفييتي وكتلة غربية بقيادة الولايات المتحدة، وحاولت بعض الدول البقاء خارج الحرب من خلال حركة عدم الانهيار، وكانت القوتين تمتلكان سلاح نووي، مما منع تطور الحرب الباردة إلى ساخنة بسبب امتلاكها رادع ضد بعضها، وإلى جانب آخر من النتائج التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، إنهاء الاستعمار من القوى العظمى، ومنح أندونيسيا استقلالها من هولندا، واستقلال الهند والفيلبين من الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، وخروج الشيوعيين الصينين منتصرين من الحرب الأهلية الصينية، وصعود جمهورية الصين الشعبية في عام 1949.
و الحرب العالميّة الثانية هي واحدةٌ من أكثر الحروب دماراً في التاريخ، إذ حدثت هذه الحرب ما بين الأول من سبتمبر لعام 1939 حتى الثاني من سبتمبر لعام 1945 على مستوى العالم بأسره، حيث إنّ مشاركة الدول العظمى واستخدام الأسلحة الّتي لم يتمّ استعمالها في أيّ حربٍ أخرى أدّى إلى حدوث نتائج كارثيةٍ على مستوى العالم بأسره حتى بعد انتهاء الحرب.
فقد تمّ قتلّ ما يقارب السبعة عشر مليوناً من العسكريين الّذين شاركوا في الحرب وأضعاف ذلك العدد من المدنيين، فباختلاف الأرقام والإحصائيّات يبقى الأمر الوحيد المتفق عليه بينها جميعها هو أنّ الحرب العالمية الثانية كانت أكثر حربٍ حصداً للأرواح في تاريخ البشرية.
ومن آثار الحرب العالمية الثانية هيروشيما وناجازاكي لا بدّ وأنّ كلّ شخصٍ قد سمع في يومٍ من الأيّام عن هيروشيما وناجازاكي، فكانت هاتان المدينتان هما من أكثر المدن الّتي عانت من الدمار نتيجة الحرب العالميّة الثانية إثر إسقاط قنبلتين ذريتين عليهما خلال بضعة أيام، فتمّ إسقاط القنبلة الأولى على هيروشيما فحصدت خلال ثوانٍ معدودةٍ عشرات الآلاف من الأرواح بالإضافة إلى الجرحى. كما تمّ إسقاط القنبلة الأخرى على ناجازاكي بعد بضعة أيام، فحصدت أيضاً عشرات الآلاف من الأرواح، وحتى اليوم وبعد مرور ما يزيد على السبعين عاماً على إسقاط هاتين القنبلتين ما زال الذين نجوا من هاتين القنبلتين في اليابان يعانون حتى الآن من آثارها المختلفة، هذا بالإضافة إلى التلوث الإشعاعي الموجود في تلك المنطقتين وتأثيره على السكان في تلك المنطقة وبيئة الأرض بشكلٍ عام.
الآثار الاقتصاديّة لقد أدّت الحرب العالميّة الثانية إلى خسائر اقتصاديةٍ هائلةٍ في جميع دول العالم وخاصةً الدول المنهزمة منها كألمانيا، واليابان على سبيل المثال، كما أنّ الاقتصاد الأوروبي قد انهار بشكلٍ كبيرٍ، حيث تمّ تدمير ما يقارب 70% من البنية التحتية الصناعية، بالإضافة إلى تدمير العديد من البلدان والمدن سواءً في أوروبا، أو الاتحاد السوفييتي، أو اليابان وغيرها، إلّا أنّ هذه الدوّل نهضت فيما بعد وخاصةً اليابان وألمانيا لتصبح هاتان الدولتان من أكثر الدول الصناعية شهرةً على مستوى العالم.
آثار أخرى لم يقتصر تأثير الحرب العالميّة الثانية على الضحايا البشرية أو الآثار الاقتصاديّة فقط، إذ إنّ الحرب العالمية الثانية أعادت توزيع القوى في العالم بأسره، فسقطت بعض الدول ونهضت أخرى من تحت الرماد كاليابان.
وكما أدّت الحرب العالميّة الثانية أيضاً إلى سباقٍ على التسلّح ما بين جميع دول العالم، وخاصةً في مجال الأسلحة النووية والذرية؛ لما رآه العالم من قوةٍ مدمرةٍ لهذه الأسلحة، وهو ما أدّى إلى نشوء بعض الحروب الأخرى فيما بعد كالحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكيّة.