في عام 1864 اصبح ماركس مشارك في الجمعية الدولية Workingmen الذي استطاع ان يكون المستشار العام لها في 1864 في هذه المنظمة اشترك ماركس في صراع ضد الفوضي تتركز حول ميخائيل باكونين (1814-1876). وعلى الرغم من حسم ماركس ذلك التحدي الخاص بنقل مقر المجلس العام من مدينة لندن إلى مدينة نيويورك عام 1872، وهو الأمر الذي كان يؤيده، إلا أن ذلك قد أدى لتراجع دور المنظمة. وكان الحدث السياسي الأبرز خلال فترة عمل تلك المنظمة هو ذلك الذي قد حدث في باريس عام 1871 حينما ثار سكان مدينة باريس على حكومتهم واعتصموا في المدينة لمدة شهرين. وكرد فعل على القمع الدموي الذي قوبلت به تلك الانتفاضة قد كتب ماركس أحد أبرز كتيباته “الحرب الأهلية في فرنسا” مدافعاً عن بلدية باريس.
ونظرا للإخفاقات والإحباطات المتكررة للثورات والحركات العمالية فقد سعى ماركس لتفهم الرأسمالية فكان يقضي أوقاتاً طويلة في قاعة المطالعة بالمتحف البريطاني دارسا ومتأملا لأعمال الاقتصاديين السياسيين بالإضافة إلى الوثائق الاقتصادية. وفي عام 1857 كانت قد وصلت ملاحظاته ومقالاته القصيرة حول رأس المال والملكية العقارية والعمالة المأجورة والدولة والتجارة الخارجية والسوق العالمية لأكثر من ثمانمائة صفحة؛ ولم تتم طباعة هذا العمل حتى عام 1941، تحت عنوان “Grundrisse”. وفي عام 1859 قام ماركس بنشر اسهام في نقد الاقتصاد السياسي، الذي يعد أول أعماله الاقتصادية الحقيقية. وقد عمل في أوائل الستينيات من القرن التاسع عشر على تأليف ثلاثة مجلدات كبيرة فيما يعرف ب”نظريات فائض القيمة”، التي تناول فيها مُنظِّري الاقتصاد السياسي، وبخاصةً آدم سميث ودايفيد ريكاردو. وعادة ما يُنظَر لهذا العمل على أنه رابع كتابٍ عن رأس المال وأنه يمثل أحد أوائل المؤلفات الشاملة عن الفكر الاقتصادي. وقد تم نشر أول مجلد عن رأس المال في عام 1867، وهو العمل الذي تناول بالتحليل العملية الإنتاجية الرأسمالية. هنا فصًل ماركس نظريته عن فائض القيمة (متأثرا بتوماس هودجسكين) ورؤيته بالنسبة لفائض القيمة والاستغلال، الذي قال أنه قد يؤدي إلى هبوط معدل الربح وانهيار الرأسمالية الصناعية. وقد ظل المجلدان الثاني والثالث مجرد مخطوطات قد واظب ماركس على العمل عليها بقية حياته وقد قام انجلز بنشرها بعد وفاته.
خلال العقد الأخير منة عمره تدهورت حالته الصحية واصبح عاجز عن الجهد المتواصل الذي ميزه في عمله السابق لم يتمكن من التعليق بشكل واضح في السياسة المعاصرة خاصة فيما يتعلق بألمانيا وروسيا ميادة هذا العمل هو أيضًا جدير بالذكر لإقتباسة أخرى مشهورة لماركس : ” من كل وفقا لقدرته، لكل وفقا لحاجته”.
في رسالة إلى فيرا زاسيوليك مؤرخة في الثامن من آذار 1881، ماركس تبصر الإمكانية في تجاوز روسيا مرحلة الرأسمالية للتنمية وبناء الشيوعية على أساس الملكية المشتركة لأرض خصيصة من القرية مير. الوقت الذي أقر به ان بلدية المناطق الريفية الروسية هي نقطة ارتكازللتجديد الاجتماعي في روسيا. ماركس أيضا حذر تبعا لمير من العمل كوسيلة للانتقال مباشرة إلى المرحلة الاشتراكية بدون مرحلة الرأسمالية السابقة، “سيكون أولا من الضروري للقضاء على التأثيرات الضارة التي تهاجم (المناطق الريفية) من جميع الجهات “. بالنظر إلى القضاء على تلك التأثيرات الضارة، ماركس سمح أن ” “ظروف طبيعية في التطور التلقائي” للعامة الريفية يمكن أن تتواجد. مع ذلك، في نفس الرسالة لفيرا زاسيوليك، ماركس أشار أن “في جوهر النظام الرأسمالي. يمكن الفصل التام لوسائل الإنتاج من المنتج في إحدى المسودات من هذه الرسالة، ماركس يكشف شغفه النامي لعلم الإنسان، محفزا من إيمانه بأن الشيوعية المستقبلية ستكون عودة بمستوى أعلى للشيوعية من ماضينا مما قبل التاريخ. هو كتب أن “لاتجاه التاريخي في عصرنا هو الأزمة القاتلة التي مرت الإنتاج الرأسمالي في الدول الأوروبية والأمريكية حيث وصلت فيه أعلى ذروته، وهي الأزمة التي ستنتهي في خرابها، في عودة المجتمع الحديث إلى شكل أسمى من النوع الأكثرعتقا – الإنتاج المشترك والاعتماد “. و أضاف أن ” النماء للمجتمعات البدائية كان بشكل لا يقبل المقارنة أكبر من ذلك من السامية، الإغريقية، اللاتينية، الخ المجتمعات، ومن باب الأولية أن للمجتمعات الرأسمالية الحديثة”. قبل ان يموت، ماركس طلب اينجلز ان يكتب هذه الأفكار، التي قد نشرت في عام 1884 تحت عنوان اصل هذه العائلة، الملكية الخاصة والدولة
حياته الشخصية
ماركس وفون ويستفالين كان لديهم سبعة أطفال، لكنهم كانوا مديونين لحد ما بسبب سوء الأحوال المعيشية. ألزموا على العيش في ويلست في لندن، ثلاثة منهم فقط من نجوا إلى سن البلوغ. أبناؤه: جيني كارولين (Jenny Caroline) (1844-1883)؛ جيني لورا (1845-1911)؛ إدجار (1847-1855)؛ هنري إدوارد (1849-1850)؛ جيني إيفلين فرانسيس (1851-1852)؛ جيني جوليا إليانور (1855-1898) و طفل آخر توفي قبل أن يتم تسميته. و هناك أيضا إدعاءات بان ماركس اب لابن يدعى بفريدي الذي أنجبه مدبرة المنزل التي تدعي بهيلين ديموث وذلك بزواج غير شرعي .
كان ماركس يستخدم الكثير من الأسماء المستعارة، غالباً عند استئجار منزل أو شقة، على ما يبدو حتى يصعب على السلطات القبض عليه. أثناء وجوده في باريس كان يستخدم اسم مسيو رامبوز “Monsieur Ramboz”، بينما أثناء وجوده في لندن كان يوقع رسائله تحت اسم أ. ويليامز “A. Williams” وليامز ‘. أصدقائه أسموه ‘مور’ -أي الأرض البوار- بسبب بشرته الداكنة وشعره الأسود المتجعّد، شئٌ أمن به أصدقائه جعل مور مشابهاً لأراضي شمال أفريقيا العتيقة، بينما يطلب مور من أبناءه بأن ينادوه ‘الحالة القديمة’ كصفة له أو ‘تشارلي’. هو أيضا أطلق الكنى والأسماء المستعارة على أصدقاءه وعائلته كذلك، مشيرا إلى فريدريك إينجلز ب”اللواء”، مدبرة منزله ب “لينشن” أو “نيم”، بينما إحدى بناته، جينيشن، كان يشار إليها ب ” كي كي امبراطورة الصين” و الأخرى، لورا، كانت معروفة ب “كاكادو” أو “الهوتنتوت”.
وفاته
بعد وفاة زوجته جيني في كانون الأول 1881، ماركس أصيب بـ التهاب بالقناة التنفسية الذي أبقاه في اعتلال في الصحة على الأقل ل15 شهر من حياته. مؤخراً أصيب بالتهاب الشعب الهوائية والتهاب الغشاء البلوري المغطي للرئتين مما أدى لوفاته في لندن 14 مارس 1883م. توفي بلا جنسية; قامت عائلته واصدقائه بدفنه في مقبرة هايغيت بلندن, في يوم 17 مارس من عام 1883. كان هناك مابين تسعة إلى أحد عشر مشيّع أثناء جنازته. العديد من أصدقائه المقربين تحدثوا في جنازته، منهم ليبكنشت وفريدريك إنجلز خطبة إنجلز احتوت على الفقرة: في الرابع عشر من شهر مارس، في الثالثة إلا ربع مساءً، أعظم مفكر حي توقف عن التفكير. كان قد ترك وحده بالكاد لدقيقتين ، وعندما عدنا وجدناه على كرسيه المتحرك، قد نام بهدوء، ولكن إلى الأبد وكان من بين الحضور أيضا ابنة ماركس، ايلانر، ووصهراه الاشتراكيان الفرنسيان شارليز لونقيه وبول لافارق. وألقى مؤسس وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني يبكنخت خطاباً باللغة الألمانية أما لونغيه وهو أحد قادة حركة الطبقة العاملة الفرنسية فقد ألقى بياناً قصيرا باللغة الفرنسية. كما تم قراءة برقيتين من حزب العمال في فرنسا وأسبانيا. وبالإضافة إلى خطاب انجلز كان هذا برنامج الجنازة بالكامل. كما حضر الجنازة أشخاص لم تكن لهم صلة قرابة بماركس ومن بينهم ثلاثة شيوعين شركاء لماركس وهم: فريدريش ليسنر الذي سجن لمدة ثلاث سنوات بعد محاكمة الحزب كولونيا الشيوعي في عام 1852 وجي. لوشنر والذي وصفه انجلز بأنه “عضو قديم في عصبة الشيوعيين” وكارل سكورليمر وهو أستاذ الكيمياء في مانشستر وعضو في الجمعية الملكية وناشط شيوعي شارك في ثورة بادن عام 1848. أيضاً كان من بين الحضور راي انكيستر وهو عالم حيوان بريطاني أصبح فيما بعد أكاديمي بارز.
عند وفاة انجلز في عام 1895 ترك “جزءاً كبيراً” من ثروته التي بلغت 4.8 مليون دولار لأبنتي ماركس اللتين كانتا على قيد الحياة. يحمل شاهد قبر ماركس رسالة منحوته تقول “يا عمال العالم أتحدوا” وهو لسطر الأخير من البيان الشيوعي، كما احتوى شاهده على مقطع من كتاب احدى عشر اطروحة حول فيورباخ (حرره انجلز): “كل ما فعله الفلاسفة هو تفسير العالم بطرق مختلفة – لكن المهم هو تغييره”. في عام 1954 قام الحزب الشيوعي في بريطانيا العظمى ببناء شاهد قبر ضخم لماركس مع تمثال نصفي له نحته لورانس برادشو، أما قبر ماركس الأصلي فقد بقي بزينة متواضعة وبسيطة. وفي عام 1970 كانت هناك محاولة فاشلة لتدمير هذا النصب التذكاري باستخدام قنبلة محلية الصنع.
أشار المؤرخ الماركسي ايريك هوبسباوم أنه “لا يمكن لأحد أن يقول أن ماركس توفي وهو فاشل” لأنه على الرغم من أنه لم يحصل على أتباع كثيرون في بريطانيا إلا أن كتاباته كانت قد بدأت بالفعل بإحداث تأثير على الحركات اليسارية في ألمانيا وروسيا. وخلال 25 سنة من وفاته كانت الأحزاب الاشتراكية في القارة الأوروبية والتي اعترفت بتأثير ماركس على سياستها تكسب بنسبة مابين 15% و 47% في تلك الدول التي تجري انتخابات ديمقراطية.
أفكاره وتأثيراتها
يعكس فكر ماركس تأثيرات من العديد من المفكرين، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر:
فلسفة غيورغ فيلهلم فريدريش هيغل؛
الاقتصاد السياسي الكلاسيكي (الاقتصاد) لآدم سميث وديفيد ريكاردو؛
الفكر الاشتراكي الفرنسي، وبالأخص فكر جان جاك روسو وهنري دي سان سيمون وبيير جوزيف برودون وشارل فورييه؛
الفلسفة المادية الألمانية السابقة وخاصة فلسفة لودفيغ فيورباخ؛
تحليل الطبقة العاملة لفريدريك إنجلز.
إن وجهة نظر ماركس في التاريخ، والتي أطلق عليها لاحقا اسم المادية التاريخية (وهي مقتبسة من الفلسفة المادية الجدلية التي كتبها انجلز ولينين) توضح بشكل مؤكد تأثير زعم هيغل بأن المرء يجب أن يرى الواقع (والتاريخ) بشكل جدلي. وعلى أية حال، نجد أن هيغل قد فكر في شروط مثالية ووضع الأفكار في الصدارة في حين سعى ماركس إلى إعادة كتابة الجدلية (الديالكتيك) بشروط مادية كما دافع عن أولوية المسألة أكثر من الفكرة. وبينما يرى هيغل أن “الروح” تقود التاريخ ، فإن ماركس يرى أن هذا أمر غامض لا حاجة له، كما أنه يحجب حقيقة الإنسانية وأفعالها المادية والتي تشكل العالم. وقد كتب أن الهيغلية قلبت حركة الواقعية رأسا على عقب وأن على أحدهم أن يساعدها لتقف على قدميها.
وعلى الرغم من أن الفكر الاشتراكي والاجتماعي الفرنسي هو ملهمه إلا أن ماركس أنتقد الاشتراكية الخيالية وذلك بحجة أن مجتمعاتهم الاشتراكية المفضلة ذات النطاق الصغير ستتجه إلى التهميش والفقر، وأن التغيير الكبير في النظام الاقتصادي فقط هو الذي يمكن أن يؤدي إلى تغيير حقيقي.
جاء الإسهام الآخر والمهم لمراجعة ماركس للهيغلية من كتاب إنجلز حالة الطبقة العاملة في إنجلترا في عام 1844 حيث أدت إلى أن يدرك ماركس الجدلية التاريخية بشروط الصراع القبلي كما أدت إلى رؤية الطبقة العاملة الحديثة كأثر قوة متقدمة من أجل الثورة. يعتقد ماركس أنه يستطيع أن يدرس التاريخ والمجتمع علمياً ويتبين اتجاهات التاريخ والنتائج الناجمة من الصراعات الاجتماعية. واستنتج بعض أتباع ماركس إلى أن الثورة الشيوعية ستحدث لا محالة. وعلى أية حال لقد أكد ماركس في أطروحتة الحادية عشرة ضد فويرباخ بأن “كل ما فعله الفلاسفة هو تفسير العالم بطرق مختلفة – لكن المهم هو تغييره”، ولذلك كرس نفسه محاولاً تغيير العالم.
الفلسفة والفكر الاجتماعي
حدثت أغلب مناظرات ماركس مع المفكرين الآخرين خلال النقد، ولهذا سمي “أول مستخدم عظيم لطريقة النقد في العلوم الاجتماعية”. حيث انتقد الفلسفة التأملية والمساواة بين الميتافيزيقا (علم ماوراء الطبيعة) والأيديولوجية (الفكر). وباعتماده على هذه الطريقة حاول ماركس أن يفصل النتائج الرئيسية عن الانحياز الأيدولوجي. وهذا ما وضعه بمعزل عن العديد من الفلاسفة المعاصرين.
الطبيعة البشرية
افترض ماركس أساسًا أن التاريخ البشري يتضمن تحويل الطبيعة البشرية، والتي تشمل كلًا من البشر والأشياء المادية. يدرك البشر أنهم يملكون ذات واقعية وذات كامنة. ويرى كل من ماركس وهيغل أن التطور الذاتي يبدأ من تجربة العزلة الداخلية النابعة من هذا الإدراك، ثم يتبعها الإدراك بأن الذات الواقعية (كعامل ذاتي) تجعل نظيرتها الكامنة كائن يمكن ادراكه والإحساس به. يقول ماركس كذلك، عن طريق التشكل الطبيعي بالصفة المطلوبة ، يبدأ الكائن (الفرد) بأخذ الأهداف والموضوعات وكأنها خاصته، مما يسمح للفرد بأن يكون إنساناً كاملاً. وطبقا لرأي ماركس فإن طبيعة الإنسان -Gattungswesen أو species-being تحقيق النوع لذاته- فيما بعد توجد بوصفها وظيفة للعمل الإنساني. فكرة ماركس الأساسية حول العمل الهادف هو : الافتراض القائل بأن على الفرد أن يؤثر أولاً على واقعة والأشياء المادية في بيئته ليتصالح مع أهدافه المتنافرة (المغتربة). يقر ماركس بأن هيغل “يعي طبيعة العمل ويفهم الإنسان الموضوعي، والحقيقي بسبب الواقعية وأن ذلك نتيجة لعمله”، ولكن يتميز التطور الذاتي الهيغلي أنه “روحاني” ومجرد بإفراط. وبالتالي فإن ماركس يختلف عن هيغل بإصراره على “حقيقة أن الإنسان مادي وواقعي وحسي وموضوعي وخلق بقدرات طبيعية مما يعني أنه لديه أهداف واقعية وحسية من أجل طبيعته كأهداف للتعبير عن حياته أو أنه يستطيع فقط أن يعبر عن حياته بأهداف حسية واقعية”. وبناء على ذلك قام ماركس بتنقيح مصطلح الهيغلية “العمل work” وحوله إلى “العملlabour” المادي، وذلك في اطار قدرة الإنسان على تحويل طبيعة مصطلح “قوة العمل”.
الأيدي العاملة وصراع الطبقات والوعي الزائف عدل
راجع أيضا: نظريات قيمة العمل، الطبقات في النظرية الماركسية، صراع الطبقات الاجتماعية
«لا يزال يُفَسر تاريخ جميع المُجتمعات الحالية بتاريخ صراعات الطبقات.» – كارل ماركس, بيان الحزب الشيوعي.
كان لدى ماركس اهتمام خاص بكيفية تعامل الناس مع المصدر الأساسي لهم وهي قوة عملهم. وقد كتب عن هذا بشكل واسع وذلك من ناحية مشكلة الاغتراب. وكما هو الحال مع نظرية الجدلية، بدأ ماركس بفكرة الهيغلية عن الاغتراب ولكنه طورها لتصبح ذات مفهوم أكثر مادية. تتوسط الرأسمالية علاقات الإنتاج الاجتماعية (مثل العلاقات الموجودة بين العمال أو بين العمال والرأسماليين)، وذلك من خلال السلع التي تشترى وتباع في السوق، ويشمل ذلك العمل. بالنسبة لماركس فهو يرى أن امكانية أن يتخلى شخص ما عن ملكية عمله الخاص – قدرة الشخص على تغيير العالم – فإن هذا بمثابة أن يتصرف الشخص بخلاف طبيعته؛ أي أنها خسارة روحية. يصف ماركس هذه الخسارة بالصنمية السلعية حيث أن الأشياء التي ينتجها الناس أي السلع تظهر لتكون له حياة وحركة خاصة بها.
تقدم صنمية السلع مثالا لما أسماه إنجلز “الوعي الزائف” والذي يتعلق بشكل وثيق بفهم الأيدولوجية. كان ماركس وانجلز يقصدون “بالأيدولوجية ” أي الأفكار التي تعكس مصالح طبقة معينة في وقت معين في التاريخ، ولكن المعاصرون يرونها شاملة وأبدية. لم تكن وجهة نظر إنجلز وماركس أنها فقط معتقدات في أحسن الأحوال نصفها حقيقة بل أن هذه المعتقدات تؤدي وظيفة سياسية مهمة. وبعبارة أخرى، فإن التحكم الذي تمارسه بعض الفئات على وسائل الإنتاج لا يشمل فقط التحكم بإنتاج الأغذية أو السلع المفيدة ، بل يشمل كذلك إنتاج الأفكار (وهذا يوفر تفسيراً محتملاً لكون فئة المرؤوسين تحتفظ لنفسها بالأفكار المتعارضة مع مصالحها). مثال على هذا النوع من التحليل هو فهم ماركس للدين، وقد تم تلخيصه في فقرة التمهيد لمساهمته في نقد فلسفة الحق لهيغل 1843. المعاناة الدينية هي، في آن واحد ، التعبير عن معاناة حقيقية واحتجاج على المعاناة الواقعية. الدين هو تنهيدة المخلوق المضطهد، القلب لعالم عديم الرحمة، والروح للشروط أو الحالات اللا إنسانية. إنه مخدر الناس. إلغاء الدين بصفته سعادة وهمية للشعب هو متطلب السعادة الحقيقية. أن ندعوهم للتخلي عن أوهامهم حول حالتهم هو أن ندعوهم للتخلي عن حالة تتطلب الأوهام. في حين أن كبيرصالة ألعابه الرياضية جادل أطروحة أن للدين هدفاً اجتماعياً أساسياً متمثلاً في تعزيز التضامن الاجتماعي، يرى ماركس أن الوظيفة الاجتماعية للدين هي تسليط الضوء على الحفاظ على الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة وعدم المساواة.
الاقتصاد والتاريخ والمجتمع
كانت أفكار ماركس حول العمل مرتبطة بوضع أسبقية العلاقة الاقتصادية لتحديد ماضي المجتمع وحاضره ومستقبله (انظر الحتمية الاقتصادية أيضا). يتشكل النظام الاجتماعي من إدخار الرأس مال . التغيير الاجتماعي، في نظر ماركس، كان حول الصراع بين المصالح المتعارضة، مدفوعا بالخفية ، من قبل القوى الاقتصادية. وقد أصبح هذا مصدر إلهام لمجموعة أعمال عرفت بإسم الصراع. في نموذجه للتطورعبر التاريخ، جادل ماركس بأن التاريخ البشري بدأ مع العمل الحر والإنتاجية والإبداع والذي تحول عبر الزمن بالإكراه واللإنسانية، والتي كانت صفات سائدة في ظل الرأسمالية. لاحظ ماركس أن هذا لم يكن شيئاً متعمداً، بل أنه لا يمكن لفرد أو حتى ولاية مقاومة قوى الاقتصاد.
تعتمد منظمة المجتمع على وسائل الإنتاج . أشياء كالأراضي والموارد الطبيعية والتكنولوجيا تحديداً هامة لانتاج السلع المادية وعلاقات الإنتاج، بعبارة آخرى، العلاقات الاجتماعية التي يتشاركها الناس ليكتسبوا ويستخدموا وسائل الإنتاج هذه الأشياء معاُ تؤلف طريقة الإنتاج وقد ميز ماركس حقب تاريخية من ناحية طرق الإنتاج المميزة فرق ماركس بين الأساس والبنية الفوقية، فالأساس (أو البنية التحتية) ترمز إلى النظام الاقتصادي، بينما البنية الفوقية ترمز إلى النظام السياسي والثقافي واعتبر ماركس هذا عدم تطابق بين البنية التحتية (الاقتصادية) والبنية الفوقية (الاجتماعية) كمصدر رئيسي للصراع والاضطراب الاجتماعي وعلى الرغم من تأكيد ماركس على نقد الرأسمالية ومناقشة المجتمع الشيوعي الجديد الذي ينبغي ان يحل محلها، الا انه دافع عن نقده الصريح للرأسمالية برؤيته كمجتمع أفضل مقارنة بسابقاته (العبودية والإقطاعية) لم يتحدث ماركس بوضوح عن القضايا الأخلاقية والعدالة ولكن يتفق العلماء بأن أعماله تضمنت تلك المفاهيم.
رأي ماركس في الرأسمالية كان ذو جانبين. من ناحية، لاحظ ماركس_ في القرن ال19 في أعمق نقد للجوانب الإنسانية لهذا النظام _أن السمات المميزة للرأسمالية تتضمن الاغتراب والاستغلال والاحباطات الدورية المتكررة مما أدي لارتفاع معدلات البطالة. وعلى الجانب الآخر، تميزت الرأسمالية ب”خصائص تطوير عالمية صناعية ثورية والنمو والتدرج” (يقصد بها ماركس التصنيع والتحضر والتقدم التكنولوجي، وزيادة الإنتاجية والنمو والعقلانية والثورة العلمية) واللازمة للتقدم. أعتبر ماركس الطبقة الرأسمالة كواحدة من أكثر الطبقات ثورية في التاريخ لأنها كانت تحسن باستمرار وسائل الإنتاج أكثر من أي فئة آخرى وكانت المسئولة عن الإطاحة بالإقطاعية وتحولها للرأسمالية يمكن أن يحفز النظام الرأسمالي زيادة النمو لان المستثمر الرأسمالي يمكن أن يحصل على حافز يدفعة لإعادة استثمار الارباح في التقنيات الحديثة والمعدات الأساسية .
بالنسبة لماركس فان الرأسماليين قد استفادوا من الاختلاف بين سوق العمل وسوق أي سلعة يمكن أن تنتجها الرأسمالية لاحظ ماركس أنه في كل قطاع ناجح تكون تكلفة الإنتاج للوحدة أقل من سعر الوحدة المنتجة أطلق ماركس على هذا الفرق اسم “القيمة الزائدة” قائلاً أن هذه القيمة الزائدة مصدرها العمالة الزائدة، الفرق بين ما يتكلفه لابقاء العاملين احياء وما ينتجوه نظرة ماركس المزدوجة للرأسمالية يمكن ملاحظتها في وصفه للرأسماليين: حيث يشير لهم بمصاصي دماء يشربون من دماء العمال وفي نفس الوقت، يشير إلى ان تحقيق الربح يكون”بأي حال من الأحوال ظلم”, وأن الرأسماليين ببساطة لا يمكنهم معارضة النظام تكمن المشكلة الحقيقية في الخلايا السرطانية للرأسمالية، والغير مفهومة على كونها عقار ومعدات ولكن كعلاقات بين عمال وملاك_ النظام الاقتصادي بشكل عام وفي نفس الوقت، أكد ماركس أن الرأسمالية غير مستقرة وعرضة للأزمات الدورية وأشار أنه مع مرور الوقت سيزيد استثمار الرأسماليون في التقنيات الجديدة ويقل في العمالة ولأن ماركس يؤمن بأن القيمة الزائدة المخصصة للعمالة هي مصدر الربح فتوصل إلى ان معدل الربح سينخفض حتى مع النمو الاقتصادي يعتقد ماركس أن ازمات حادة على نحو متزايد ستتخلل هذه الدورة من النمو، الانهيار، ثم المزيد من النوم علاوة على ذلك فانه يعتقد انه على المدى الطويل ستثري وتمكن هذه العملية حتماً الطبقة الرأسمالية وتفقر الطبقة العاملة في القسم الأول ببيان الشيوعية، يصف ماركس الإقطاعية، الرأسمالية والدور الذي تلعبه الفوارق الاجتماعية في العملية التاريخية: كما نرى:
«وسائل الانتاج والتبادل والتي عليها بنيت البرجوازية نفسها نشأت في مجتمع اقطاعي وفي مرحلة معينة من تطور وسائل الانتاج والمقايضة هذه, الظروف التي أنتجت المجتمع الاقطاعي وتبدلت لم تعد العلاقات الاقطاعية للمتلكات متوافقة مع القوى المنتجة المتطورة بالفعل بل أصبحت مقيدة للغاية. كان لابد لها من ان تنفجر ارباً, بل انفجرت ارباً حل مكانها المنافسة الحرة مصاحبة للدستور السياسي والاجتماعي المناسب لها, والسيطرة السياسية والاقتصادية للطبقة البرجوازية حركة مشابهة تجري أمام أعيننا القوى المنتجة من قلب المجتمع لم تعد تميل إلى مواصلة تطوير أوضاع الملكية البرجوازية، بل على العكس من ذلك، بعد أن أصبحت قوية للغاية لتتغلب على كل الظروف التي كانت تقيدها، أصبحت تفرض الأنظمة والقرارات في كل المجتمع البرجوازي، مما عرض وجود هذه الملكية البرجوازية للخطر.»
ماركس يعتقد أن تلك التناقضات الهيكلية داخل الرأسمالية ستؤدي إلى نهايتها، مفسحة الطريق إلى الاشتراكية، أو إلى مجتمع شيوعي ما بعد رأسمالي :
«تطور الصناعة الحديثة، أدى بالتالي إلى سحب البساط من تحت قدمي الملكية البرجوازية التي كانت تنتج وتتملك المنتجات. لقد حفرت البرجوازية قبرها بنفسها حين تعالت على الجميع بصناعاتها. سقوطها وانتصار البروليتاريا على التساوي كان شيئاً لا مفر منه.»
بفضل ما قدمته الرأسمالية وأشرفت عليه من مناهج ، كمنهج التحضر، وتأصيل فكرة الطبقة العاملة، وَجب على البروليتاريا أن تنمي عدد من المناهج وتطور الوعي الطبقي، في الوقت الذي أدركت فيه قدرتها على تغيير النظام ووجوب تغييره. يعتقد ماركس أنه إذا كانت البروليتاريا وضعت للإستيلاء على وسائل الإنتاج، فإنها ستقوم بشجيع العلاقات الاجتماعية التي من شأنها أن تفيد الجميع على قدم المساواة، وتلغي الإستغلال الطبقي، وتدخل نظام إنتاج أقل عرضة للأزمات الدورية. جادل ماركس عن طريق الإيديولوجية الألمانية أن الرأسمالية ستنتهي من خلال الإجراءات المنظمة للطبقة العاملة العالمية: الشيوعية بالنسبة لنا هي ليست حالة من العروض المقرر إنشاؤها، هي مثالية للواقع الذي سيتكيف معها. نحن ندعو الشيوعية الحركة الواقعية التي تلغي الحالة الراهنة للأمور. حالة هذه الحركة نتجت من وعود اللحظة الراهنة.” في هذا المجتمع الجديد الاغتراب الذات سينتهي، وسوف يستطيع البشر أن يكونوا أحراراً في التصرف دون التقيد بسوق العمل. سيكون مجتمعاً ديمقراطياً، يمنح الاقتراع لجميع السكان. في مثل هذا العالم المثالي سيكون هناك قليل من الحاجة إن وجدت للدولة، والتي كان هدفها التغريب. أفترض ماركس أن ما بين الرأسمالية وبدء إقامة النظام الاشتراكي / الشيوعي، دكتاتورية البروليتاريا- في الفترة حين تولت الطبقة العاملة السلطة السياسية وفرضت الاشتراكية بالقوة على وسائل الإنتاج – من شأنها أن تتواجد. كما كتب في كتابه “نقد برنامج غوتا”، “بين المجتمع الرأسمالي والشيوعي تكمن فترة التحول الثوري إحداهما للأخرى. أيضاً في المقابل لذلك تكون فترة الانتقال السياسي في الدولة التي لا يمكن أن تكون سوى ديكتاتورية ثورية للبروليتاريا “. في حين سمح لاحتمال انتقال سلمي في بعض البلدان التي تحوي هياكل مؤسسية ديمقراطية قوية (مثل بريطانيا والولايات المتحدة وهولندا)، أشار إلى أنه في البلدان الأخرى التي تحوي تقاليد قوية مركزية التوجة للدولة، مثل فرنسا وألمانيا، “رافعة ثورتنا يجب أن تكون هي القوة “.
ارثه
يعتبر ماركس واحدًا من أكثر المفكرين تأثيرا في التاريخ، وله أكبر الأثر على كل من عالمي السياسة والفكر. أعطت أعماله ميلادًا لعلم الاجتماع الحديث، وله إرث دائم في الفكر الاقتصادي، وتأثيراً عميق على الفلسفة، والأدب، والفنون، وكل التخصصات الأكاديمية تقريبًا.مثل هذا التأثير واسع النطاق هو نتيجة أعماله “تمكين لغوي أخلاقي من النقد” ضد المجتمع الرأسمالي المهيمن.دعى بول ريكور ماركس كواحد من سادة “مدرسة الشك”، إلى جانب فريدريك نيتشه وسيغموند فرويد. يعتبر كارل لاويس ماركس وسورين كيركغور أعظم خلفاء الفلسفة الهيغلة.
روبرت سي تاكر يعزي الفضل لأفكار ماركس بالتأثير عميقا في كل من مجالات التاريخ والمجتمع والاقتصاد والثقافة والسياسة، وطبيعة الاستجواب الاجتماعي. اعتبر فرانسيس وين كاتب سيرة ماركس أن “تاريخ القرن العشرين” هو “تراث ماركس”، في حين يعتقد الفيلسوف بيتر سنغر أن تأثير ماركس قابل للمقارنة مع تأثير يسوع المسيح و محمد. وقد لاحظ المغني أن “أفكار ماركس أنتجت علم الاجتماع الحديث، حولت دراسة التاريخ، وأثرت على علم الفلسفة تأثيرا عميقا، كما أثرت على الأدب والفنون.” وقد وجدت استطلاعات بي بي سي بأن ماركس يعتبر أفضل “مفكر في الألفية.”
إريك فروم يصنف ماركس، جنبا إلى جنب مع فرويد وألبرت آينشتاين، على أنهم “المهندسين المعماريين للعصر الحديث”، لكنه يرفض فكرة أن ماركس وفرويد متساويان في الأهمية، مؤكدا انه يرى ماركس أكثر أهمية بكثير تاريخيا من فرويد ويراه أيضا مفكرا أكثر دقة. قال فيليب ستوكس أن أفكار ماركس قادته ليصبح “المفكر العقلانى المحبوب عند كلاً من مفكرى أوروبا وأمريكا حتى فترة الستينيات” تأثر ماركس بتخصصات مثل علم الآثار، علم الأنسان، علوم الأعلام والسياسة، المسرح، التاريخ، نظريات علم النفس، دراسة الثقافات المختلفة، التعليم، الأقتصاد، الجغرافيا، النقد الأدبي، علم الجماليات، التحليل النفسى، والفلسفة. واعتبرت شهرة وتأثير ماركس الواسعة بناء على اعماله في ” التمكين الأخلاقى للغة النقد” ضد المجتمع الرأسمالى المهيمن. المعلقين المتأخرين اتفقوا على أنه لا توجد هيئة عمل أخرى متصلة بالعصر الحديث وفي ذات الوقت صريحة جدا حول الحاجة إلى التغيير.
صورة كارل ماركس على الأوراق النقدية ذات قيمة عالية، في ألمانيا الشرقية حتى سقوط جدار برلين
الماركسية :
استمد أتباع ماركس من أعماله لاقتراح وجهات نظر عظيمة ونظرية وشاملة تُدعى “الماركسية” قد تؤثر هذة المجموعة من الإعمال تاثيراً مهما في كل من علم الاقتصاد و العلوم . مع ذلك، كثيرا ما تناقش الماركسيين فيما بينهم حول كيفية تفسير كتابات ماركس وتطبيق مفاهيمه على العالم الحديث. لقد أصبح إرث فكر ماركس متنازع عليه من بين العديد من الاتجاهات، التي يدعي كل منها أنه التابع الأكثر إخلاصا وتطبيقا لأفكاره . وتشمل تلك التوجهات اللينينية، والستالينية، والتروتسكية، والماوية، واللكسمبرجية، والماركسية التحررية وقد وضعت مختلف التيارات الماركسية كمنهج أكاديمي، غالبا تحت تأثير وجهات نظر أخرى، مما أدى إلى ظهور البنيوية الماركسية، الماركسية التاريخية، ظواهر الماركسية ، الماركسية التحليلية والماركسية الهيغلية. وقد لخص الماركسي الثوري تشي غيفارا ميوله إلى الماركسية بقوله إن ماركس أنتج “نقلة نوعية في تاريخ الفكر الاجتماعي. لقد فسر التاريخ، وتفهم ديناميكيته، وتنبأ بالمستقبل، وبالإضافة إلى تنبؤاته ، أعرب عن مفهوم ثوري: يجب ألا يفسر العالم فقط، بل يجب أن يتحول.” حاول الفيلسوف الألماني إرنست بلوخ الكشف عن ما اعتبره المعنى الميتافيزيقي (ما وراء الطبيعة) الخفي لفكر ماركس، والذي يلخصه يزيك كولاكوسكي بقوله ” صورة العالم تميل نحو توليفة عالمية من جميع القوى والعوامل ، ليس فقط الظواهر الاجتماعية بل الكون ككل.” كولاكوسكي يعيد الفضل إلى بلوخ في المساعدة على الكشف عن جذور افلاطونية ماركسية جديدة. هناك فرق بين “الماركسية” و “ما يؤمن به ماركس”، على سبيل المثال، قبل وقت قصير من وفاته في عام 1883، كتب رسالة إلى زعيم العمال الفرنسيين ‘جول جويسد، وإلى زوج ابنته بول لافارغ، متهما إياهم “بالترويج لعبارات الثورة ” وعدم ثقتهم بالطبقة العاملة. بعد ان انقسم الحزب الفرنسى إلى إصلاحى وثورى، اتهم البعض Guesde بأنه يأخذ أوامر من ماركس; و قام ماركس بالإشارة إلى Lafargue “المؤكد بالنسبة لى ان لو هذة ماركسية فأنا لست ماركسى.rnلاحقا في خطابه ل Engles ماركس اتهمم Guede بانه Bakuninist “
الماركسية هي ممارسة سياسية ونظرية اجتماعية مبنية على أعمال كارل ماركس الفكرية، وهو فيلسوف من أصول ألمانية يهودية من القرن التاسع عشر. وكان عالم اقتصاد، وصحفي وثوري شاركه رفيقه فريدريك إنجلز في وضع الأسس واللبنات الأولى للنظرية الشيوعية، ومن بعدهم بدأ المفكرون الماركسيون في الإضافة والتطوير للنظرية بالاستناد إلى الأسس التي أرسى دعائمها ماركس، سميت بالماركسية نسبة إلى مؤسسها الأول كارل ماركس، لقد أسس ماركس نظرية الشيوعية العلمية بالاشتراك مع فريدريك إنجلز. فقد كان الاثنان اشتراكيين بالتفكير، لكن مع وجود الكثير من الأحزاب الاشتراكية، تفرد ماركس وأنجلس بالتوصل إلى فكرة الاشتراكية كتطور حتمي للبشرية وفق المنطق الجدلي وبأدوات ثورية. فكانت مجمل أعمالهما تحت اسم واحد وهو الماركسية أو الشيوعية العالمية. كانت أعمالهم تهتم في المقام الأول في تحسين أوضاع العمال المهضومة حقوقهم من قبل الرأسماليين، والقضاء على استغلال الرأسماليين للإنسان العامل.
بعد أن وضع كارل ماركس وفريدريك إنجلز كتاب البيان الشيوعي سنة 1848، ابتدأ العالم يدرك كلمة الماركسية ولكن لم تكن فكرتها قد تبلورت. أصبح ذلك من ممكنا بعد سنة 1917 مع ثورة البلاشفة في روسيا. ومن ثَمّ، أصبحت العقيدة الماركسية ومنها الماركسية-اللينينية اتجاها سياسيا عالميا يسعى إلى إرسائه جزء من الدول المساندة لهذهِ الإيديولوجيا، ومن الجانب الآخر تسعى الدول الرأسمالية إلى تدميرها باعتبارها عدوّا رئيسيّا لها.
مؤسس علم الاجتماع :
عادة ما يستشهد ماركس، جنباً إلى جنب مع إميل دوركهايم وماكس فيبر، باعتباره واحداً من المهندسين الرئيسيين الثلاثة للعلوم الاجتماعية الحديثة. وعلى النقيض من الفلاسفة، وعرضت ماركس النظريات التي غالبا ما يمكن اختباره مع المنهج العلمي. تعيين كل من ماركس وأوغست كونت إلى تطوير الأيديولوجيات مبررة علميا في أعقاب العلمانية الأوروبية والتطورات الجديدة في فلسفات التاريخ والعلوم. بينما ماركس، والعمل في التقليد الهيغلي، رفض Comtean السوسيولوجية الوضعية، في محاولة لوضع العلم في المجتمع وقال انه على الرغم من ذلك جاءت لتكون معترف بها باعتبارها مؤسس علم الاجتماع كما اكتسبت كلمة معنى أوسع. في النظرية الاجتماعية الحديثة، يعرف علم الاجتماع الماركسي بواحد من وجهات النظر التقليدية الرئيسية. يري أشعيا برلين ماركس علي انه مؤسس علم الاجتماع الحديث “الأقدر بذلك اللقب حتي تلك اللحظة”
مراجع مختارة :
البيان الفلسفية للمدرسة التاريخية من قانون (1842)
نقد فلسفة الحق عند هيغل، 1843 حول المسألة اليهودية، 1843
ملاحظات حول جيمس مطحنة، مخطوطات 1844 الاقتصادية والفلسفية 1844 1844
العائلة المقدسة، 1845
أطروحات حول فيورباخ، 1845
الإيديولوجيا الألمانية، 1845
بؤس الفلسفة، 1847
أجور العمل ورأس المال، 1847
بيان من الحزب الشيوعي، 1848
الصراعات الطبقية في فرنسا، 1850
الثامن عشر من برومير لويس نابليون، 1852 Grundrisse، 1857
مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي ، 1859
كتابات على الحرب الأهلية الأميركية، 1861 نظريات فائض القيمة،
3 مجلدات، 1862 القيمة والسعر والربح، 1865
رأس المال، المجلد الأول (كتاب رأس المال)، 1867
والحرب الأهلية في فرنسا، 1871 نقد برنامج غوتا، 1875
ملاحظات حول فاغنر 1883
رأس المال، المجلد الثاني (نشرت بعد وفاته من قبل انجلز)، 1885
رأس المال، المجلد الثالث (نشرت بعد وفاته من قبل انجلز)، 1894
ماركس وإنجلز على الولايات المتحدة (نشرت بعد وفاته من قبل دار التقدم، موسكو)، 1979
وفاته
توفي كارل ماركس في 14 مارس 1883 ودفن في مقبرة هاي غيت (Highgate Cemetery) بلندن.وقد حضر جنازته العديد من اصدقائه المقربين ومن ضمنهم ويلهلم ليبكنشت, وقال فريدريك أنجلز كلمته وهي:
كارل ماركس “في الخامس عشر من مارس، في الثالثة الا ربع بعد الظهر، المفكر العظيم توقف عن التفكير، وقد كنا قد تركناه بالكاد دقيقتين وحده، ولما عدنا وجدناه على كرسيه، وقد غط في نومه بسلام-ولكن للأبد.”
نبذة عن الماركسية
كارل هاينريش ماركس (1818- 1883) هو فيلسوف ألماني وعالم اقتصاد سياسي واشتراكي ثوري.
فريدريك انجلز (1820 – 1895) هو فيلسوف سياسي ألماني ومؤسسس النظرية الماركسية إلى جانب كارل ماركس.
من اهم المفاهيم النظرية :
انتقاد الرأسمالية ونسبة إلى المنظر والثوري الماركسي فلاديمير لينين، فإن المحتوى الأساسي للماركسية هو مذهب ماركس الاقتصادي.
تنقسم الماركسية إلى ثلاثة أقسام أساسية :
النظرية الماركسية للتاريخ
اقتصاد سياسي ماركسي.
الشيوعية العلمية.
بناء الماركسية
قام كارل ماركس وفريدريك انجلز ببناء الماركسية من خلال نقد وإعادة قراءة كل من:
الفلسفة الألمانية : فقد أهتم بالفلسفة الكلاسيكية الألمانية وخاصة مذهب “هيغل” الجدلي، ومذهب فيورباخ المادي، ونقد المذهبين ليخرج بمذهبه الفلسفي وهو المادية الجدلية (الدياليكتيكية).
الاقتصاد السياسي الإنجليزي : وخاصة للمفكر آدم سميث والنموذج الاقتصادي لديفيد ريكاردو، حيث قام بنقد الاقتصاد وفق المنطق الجدلي وقدم الاقتصاد السياسي الماركسي.
الاشتراكية الفرنسية: تأثر ماركس بالاشتراكية الفرنسية في القرن التاسع عشر لأنها. وقدم اشتراكيته العلمية والتي هي تمثل تغير ثوري وللمجتمع بفعل تناقضات الرأسمالية ولم تعد الاشتراكية حلما طوباويا بل قدم اشتراكية علمية.
اهم اعمال ماركس
كتاب راس المال
عنوان الكتاب (بالألمانية: Das Kapital, Kritik der politischen Ökonomie) والذي يعني رأس مال: نقد الاقتصاد السياسي.
رأس المال هو كتاب يمثل عماد الاقتصاد السياسي الماركسي، يتألف من تسعة مجلدات، أنجزه كارل ماركس عام 1867، لكن المجلد التاسع منه فقد جمعه وإتمّه فريدريك أنجلز.
يعتبر كتاب رأس المال من أهم الأعمال الفكرية التي صدرت في القرن التاسع عشر، كما أنه يمكن أن يصنف مع منجزات فكرية كبرى مثل كتاب روح القوانين لمونتسكيو، ونقد العقل المجرد لكانت، عدا عن أنه واحد من أهم كتابين مؤسسين في العلوم الاقتصادية، إلى جانب ثروة الأمم لآدم سميث، ولكنه يعتبر أيضاً واحد من الكتب التي لم تقرأ بشكل جيد على الرغم من ادعاءات كثيرة بالتمكّن من الكتاب وأفكاره، للدرجة التي دفعت الكثير من الدول التي طبقت النظام الشيوعي وكثير من الأحزاب الشيوعية حول العالم لأن تتعامل معه بصفة لاهوتية، فحولته إلى نص مقدس طالما ادعت أنها تطبق أفكاره ومناهجه، والحقيقة أن الكتاب لم يقرأ جيداً، وكثير من المفكرين والنقاد لم يقفوا سوى على بعض المقتطفات وبأفضل الأحوال الفصول المهمة.
في المجلد الأول يقدّم مدخله إلى الاقتصادي السياسي، الذي عرف لاحقاً بالاقتصاد السياسي الماركسي، ويعرض فيه نظريته الشهيرة فائض قيمة العمل. ويعتبر المجلد الثالث من كتاب رأس المال الأكثر شهرة، حيث يعرض تفاصيل تناقض الرأسمالية. ويأتي كتاب رأس المال من خلال دراسة الاقتصاد السياسي من خلال المنطق الجدلي، حيث أن دراسة الاقتصاد من خلال قوانين الجدل (الدياليكتيك) تعطيه ارتباطاً وثيقاً بالفلسفة الماركسية. ومن خلال فلسفته عبر قوانين الجدل، يقوم ماركس بإعادة تعريف الاقتصاد بتفاصيله من السلع وقوانين العرض والطلب من ناحية ليكون ركناً في الاقتصاد وعرضاً للتطور التاريخي للاقتصاد وتطور العلاقات الاقتصادية عبر التاريخ ليكون أساساً في الاقتصاد السياسي من ناحية أخرى.
المخطوطات الاقتصادية و الفلسفية 1844 (بالألمانية: Ökonomisch-philosophische Manuskripte aus dem Jahre 1844) ويشار إليها أيضا باسم مخطوطات باريس (بالألمانية: Pariser Manuskripte) هي سلسلة من الملاحظات التي كتبها كارل ماركس بين نهاية مايو وأغسطس 1844 وهي من “كتابات ماركس المبكرة”. كتبت هذه الملاحظات للاستخدام الذاتي وليس بهدف نشرها. بعض أجزائها لم تحفظ بشكل كامل.
صفحة من المخطوطات الاقتصادية والفلسفية بخط كارل ماركس.
اكتشفها ديفيد ريازانوف وسيغفريد لاندشوت في أرشيف الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني في نهاية عشرينات القرن العشرين ونشرت لأول مرة عام 1932 ضمن مجموعة “كتابات ماركس المبكرة”.
السياق
إن المخطوطات تعبير مبكر لتحليل ماركس لعلم الاقتصاد، بالأساس آدم سميث ، ونقده فلسفة هيغل. تغطي المخطوطات مجموعة واسعة من المواضيع بما في ذلك الملكية الخاصة، الشيوعية و المال. وأشهر ما فيها كونها تحوي أول صياغة لفكرة ماركس القائلة بأن ظروف المجتمعات الصناعية الحديثة تؤدي إلى استلاب (أو اغتراب) العمال الأجراء من اللفعاليات/العمل في حياتهم.
لأن المخطوطات 1844 تظهر فكر ماركس في طور تكوينه المبكر، فنشر باللغة الإنجليزية الذي تأخر حتى عام 1959، قد أثر تأثيرا عميقا على الدراسات الأكاديمية المتأخرة لماركس و الماركسية ، خاصة فيما يتعلق بعلاقة الماركسية بمؤلفات المثالية الألمانية المبكرة. إن ماركس الشاب قد قوبل بالتجاهل نسبيا حتى وقت قريب، لأن أعماله المبكرة تعتبر “فلسفية” أكثر من اللازم وبعضها ليست “علمية” بشكل كاف بعكس “اقتصادية” في رأس المال. بيد أن الماركسيون الإنسانيون يعتبرون هذا الكتاب من أهم نصوص ماركس وهو شديد الأهمية لفهم مشمل فكر ماركس، كما أن الماركسيون يهتمون به.
في المخطوطة الأولى التي تحوي استشهادات كثيرة عن آدم سميث حول الاقتصاد، يطرح ماركس نظريته حول الاغتراب، التي اقتبسها (مع تعديلات) من كتاب فيورباخ جوهر المسيحية (1841). يفسر فيها كيف، في النظام الرأسمالي، تعتمد أعداد متزايدة من الناس على “العمل” كي تعيش. إذ أنه سابقا، استطاع الناس الاعتمدا على الطبيعة بشكل جزئي لتلبية “الحاجات الطبيعية”؛ بينما في المجتمع الحديث، إن رغب المرء بتحصيل قوته، عليه أن يعمل: البقاء متاح من خلال المال فحسب. وهكذا ، إذا كان اغتراب العامل ممثلا بكونه “عبدا لموضوعه” ، اغتراب العامل مضاعف: “أولا في أنه يتلقى موضوعا للعمل، أي أنه يتلقى عملا، وثانيا في أنه يتلقى وسائل المعيشة. ومن هنا فإنه يمكنه من أن يوجد أولا كعامل وثانيا كذات جسدية، والصورة القصوى لهذه العبودية هي أنه لا يستمر في الإبقاء على نفسه كذات جسدية إلا باعتباره عاملا، وأنه ليس عاملا إلا كذات جسدية”. وبعبارة أخرى ، فإن العامل يعتمد على العمل لكسب المال ليتمكن من العيش، لكنه لا يعيش بل يكتفى بالبقاء، بكونه عاملا. العمل يستخدم لخلق المزيد من الثروة فحسب بدلا من تحقيق الطبيعة البشرية.
المواضيع عدل
“مخطوطات عام 1844” هي أحد أول كتابات كارل ماركس التي دمجت بين المواضيع الفلسفية والاقتصادية. رغم ذلك فإنها لم تنشر حتى ثلاثينات القرن العشرين بعد حدوث الثورة السوفيتية عام 1917. ويقول إن العامل يشعر بالاغتراب في أربع سبل:
الاغتراب من المنتج الذي ينتجه
العمل يفتقد صفته الشخصية
الاغتراب عن الطبيعة وعن الذات
الاغتراب عن غيره من البشر
المال واغتراب الإنسان
في الاقتصاد السياسي الكلاسيكي، وضع الاقتصاديون نظريات لتحديد القيمة المعادن الثمينة مثل الذهب و الفضة، تكاليف الإنتاج، كمية العمل الكامنة في المنتج وعملية العرض والطلب المضطربة بحسب رأي ماركس.
اخترع المال للتغلب على الصعوبات المقايضة، ذلك لصعوبة مقابضة 5 برتقالات بنصف كلب. ومن ثم فإن المال بحسب جون ستيوارت ميل، هو مجرد وسيلة لجعل لتبادل أكثر مرونة. برأي ماركس، المشكلة مع المال أنه عوض أن يكون بديلا يصبح المال سلعة. إنه لا يمثل قيمة سلعة معينة أو عدة سلع; بدلا من ذلك ، فإن قيمة تلك السلع يمثله مبلغ معين من المال. ولذلك بسبب مرونته يمكن شراء كل شيء بالمال، طالما كان متاحا بشكل كاف. آلية التبادل في السوق عدلت وادعى ماركس أن معادلة السوق الرئيسية المال-السلعة-الربح (م-س-ر) على النقيض من الصيغة التقليدية سلعة-مال-سلعة (س-م-س) كانت انحرافا عن منطق السوق. كما فعل أرسطو، جادل ماركس أن نظام السوق لا يوفر مجرد رغبة بالتبادل، بل غايته الربح. للحصول على الأرباح يجب استثمار المال وبالتالي يتكون رأس المال مما يؤدي إلى الرأسمالية. ماركس يعرف رأس المال بأنه “العمل المتراكم”.
هكذا ولد تقديس السلعة. يقيّم البشر بحسب مصداقيتهم المادية. مما يصبح حكما اقتصاديا لأخلاقيتهم. والنتيجة هي أن فردية الإنسان الفردية وأخلاقيته تصبح وسيلة للحصول على المال. تتغير تماما المثل الإنسانية الأساسية. غاية الإنسان الرئيسية تتحول نحو كسب أكبر كم ممكن من المال، مما يضع كل شيء آخر في الخلفية. هذا يعزز تكوين وحجم الفجوات بين الرأسمالي والعامل ويمنح السلطة للأثرياء. وهذا يعني أيضا أن الأكثر فقرا يصبحون أكثر اتكالا على الأغنياء ، لأنها أجراء لديهم. هذه عملية مؤسفة للفقراء، لأنهم يضطرون لبيع قوة عملهم إلى الرأسمالي مقابل أجر. ومع ذلك ، فإن الرأسمالي يدفع أجورا أقل من القيمة المضافة للعامل. حين يجلب المنتج إلى السوق لاحقا، على العامل شراء المنتج بسعر أعلى بشكل تناسبي من مقدرته على الشراء. وبالتالي يصبح من المستحيل على الفقراء مراكمة رأس المال و من ناحية أخرى من السهل جدا على الرأسمالي زيادة رأس ماله. مما يخلق حالة من المداهنة والخنوع عند الفقراء.
بتطوير هذه الفكرة أكثر تصبح علاقة الاقتراض عرضة للصفقات وسوء الاستخدام. يصل ذلك إلى مستوى الدولة بسرعة مما يجعل الدولة في خدمة الممولين.
الاغتراب
بالنسبة لماركس سبب وجود الاغتراب هو بالأساس طغيان المال. وهو يشير إلى مفهوم أرسطو براكسيس والإنتاج ، بالقول أن تبادل النشاط البشري المتعلق بتبادل منتوج البشر هو نشاط الإنسان العام. وعي الإنسان ووجوده الأصيل، بحسب ماركس، هو النشاط والرضا الاجتماعيين.
وعلاوة على ذلك، يرى الطبيعة البشرية في الحياة المشتركة الحقة، وإن لم يكن لها وجود كهذا، يخلق البشر الطبيعة البشرية بإنشاء حياتهم المشتركة. زد على ذلك، يقول ماركس على غرار أرسطو أن الحياة المشتركة الأصيلة غير نتبعة من الفكر ولكن من القاعدة المادية والاحتياجات وحب الذات. ومع ذلك، في رأي ماركس، على الحياة أن تكون منظمة بشكل إنساني للسماح بشكل حقيقي من الحياة المشتركة، بما أنه في ظل الاغتراب يخضع التفاعل البشري للعلاقة بين الأشياء. ومن ثم الوعي وحده لا يكفي بتاتا.
علاقة الاغتراب بالممتلكات
تلبية الاحتياجات توجب تبادل الممتلكات، مما يجعلها مكافئا في مجال التجارة ورأس المال. ويسمى هذا العمل نظرية العمل للقيمة. تصبح الممتلكات غير ذي قيمة شخصية. إنها قيمة تبادل، مما يرفعها إلى رتبة القيمة الحقيقية.
سبب الاغتراب هو كون الرأسمالية تعتمد على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والمال. العمل المنظم بشكل رأسمالي يستغل الطبقة العاملة. يتم إرجاعها إلى مرتبة الحيوان في حين تكسب الطبقة الرأسمالية الثروة.
العمل والعمل المأجور
لأن لا يمكن دخول السوق أي شيء مصدره الطبيعة دون تغييره، التبادل يستلزم العمل وخاصة العمل المأجور. يرى ماركس أن الاغتراب يصل إلى ذروته عندما يصبح العمل عملا مأجورا. الرأسمالي يوظف العامل من أجل أن يكون قادرا على تحويل السلع الرأسمالية إلى المنتجات النهائية. هذا لا يعني أن المنتج يعكس احتياجات العامل بأي شكل من الأشكال، لكنه ينتجه بعملية هو غريب عنها. وعلاوة على ذلك فإن الأجور لا تغطي سوى تكاليف إقامة العامل وعائلته. وبالتالي سعر السوق لا يعكس بأي حال من الأحوال الأجور، ما يسمح بالاستنتاج أن القيمة التي يضيفها العامل لا تعود إليه بل بدلا من ذلك تعود إلى الرأسمالي لزيادة رأسماله. الشخص الذي يشتري منتجا بالمال لا يبادل به منتوج عملهم مباشرة. في المقايضة البدائية من ناحية أخرى، فإنه يبادل فائض منتوجه الخاص، دون تبادل المال, لتلبية احتياجاته فحسب.
كلما تعددت الاحتياجات زاد تخصص العمال وزاد اغترابهم تجاه بعضهم البعض. الاحتياجات الغريبة عنه تدفع العامل للعمل في سبيل هدفه الوحيد، الذي هو توفيرحاجاته المعيشية الأسياسية لمجرد ضمان وجوده.
مع رغبته في ضمان وجوده، يصبح العامل أكثر اتكالا على رب العمل والمنتج.
كلما زاد تخصص العمل قلّت إنسانيته. بل يتطور نحو التجارة ويبدو أنه يحول الإنسان إلى رجل آلي. ويدل هذا على إن الإنتاج يجعل البشر تتصرف مثل الآلات، مما يعني أن العمل مغترب تماما من الذات ا لعاملة فضلا عن اغترابه عن الموضوع. بسبب ذلك يعتبر وحدة العمل البشري كما شعبة ، لأن القدرة الإنتاجية لتعاونيات العمل تتعلق بالتخصص وتقسيم العمل. كما أنه يدين استحالة تحقيق العمال لذاتهم.
تقسيم العمل هذا يزيد مع الحضارة، وهذا يعني أنه مع إدخال المال فالعامل لم يعد يتبادل الفائض فقط، ولكن كامل المنتج مقابل المال.
الأيديولوجية الألمانية (بالألمانية: Die Deutsche Ideologie) هي مجموعة من المخطوطات كتبها كارل ماركس و فريدريك انجلز في الفترة الواقعة بين أبريل وأوائل مايو عام 1846. لم يجد ماركس وإنجلز ناشرا لمؤلفهما ولكن في عام 1932 عثر ديفيد ريازانوف على العمل ونشره من خلال معهد ماركس-إنجلز في موسكو.
الكتاب متعدد الأجزاء يتكون من العديد السجالات المكتوبة بسخرية ضد برونو باو ، وهيغليون شباب آخرون وكذلك كتاب ماكس شتيرنر’ الأنا الخاصة (1844). الجزء الأول، مع ذلك مؤلف به شرح مسهب يبدو كأنه المؤلف الذي كان كتاب “أطروحات حول فيورباخ” بمثابة خطوطه العريضة. المؤلف هو إعادة صياغة للنظرية في التاريخ التي كان ماركس قد بدأ يسميها “المفهوم المادي للتاريخ”.
منذ نشرها للمرة الأولى، وجد الباحثون الماركسيوت قيمة خاصة للمؤلف لأنه قد يكون النص الأكثر شمولا حول نظرية ماركس في التاريخ المكتوب بتفصيل وإسهاب
كتب النص نفسه ماركس وانجلز في بروكسل في عام 1845 و 1846 لكنه لم ينشر حتى عام 1932. المقدمة وبعض التعديلات والإضافات كانت بخط يد ماركس. الجزء الأكبر من المخطوطة مكتوبة بخد يد إنجلز، باستثناء الفصل الخامس من المجلد الثاني وبعض المقاطع من الفصل الثالث من المجلد الأول التي هي بخط يد يوسف فيديماير. الفصل الخامس في المجلد الثاني كتبه موزس هيس وحرره ماركس وإنجلز. النص باللغة الألمانية يمتد إلى حوالي 700 صفحة.
المخطط العام
يحاجج ماركس وإنجلز أن البشر يميزون أنفسهم عن الحيوانات حالما يبدؤون بإنتاج وسائل العيش، هوية الأفراد متوائمة مع إنتاجهم أي كيف وماذا ينتجون. طبيعة الأفراد تعتمد على الظروف المادية الت تحدد إنتاجهم.
مدى تطور القوى الإنتاجية في أمة ما يظهر بدرجة تقسيم العمل فيها. أيضا، هناك علاقة مباشرة بين تقسيم العمل وأشكال الملكية.
الطبقة الحاكمة، من خلال تحكمها بالقوة المادية للمجتمع، هي في نفس الوقت القوة الفكرية الحاكمة في المجتمع. إنها تنظم إنتاج وتوزيع أفكار ذلك العصر. مع تغير الطبقة الحاكمة مع الوقت، تتغير أيضا مثل المجتمع وعلى الطبقة الحاكمة الجديدة فرض أفكارها الخاصة على المجتمع فتصبح تلك الأفكار كونية. الأفكار الحاكمة تعتبر المصلحة الكونية. ومع ذلك، فمن الوهم اعتبار أفكار الطبقة الحاكمة هي المصلحة العامة.هذا النظام سوف يصمد إلى الأبد طالما يتم تنظيم المجتمع حول ضرورة وجود الطبقة الحاكمة.
لتوضيح هذا الإطار النظري، يستند ماركس إلى صياغته حول البنية التحتية والبنية الفوقية. التطور التاريخي هو انعكاس التغيرات في العلاقات المادية والاقتصادية في البنية التحتية. عند تغيير البنية التحتية، تضحي طبقة ثورية الطبقة الحاكمة الجديدة التي ستتشكل البنية الفوقية. خلال الثورة، تدأب الطبقة الثورية جعل أفكارها تستهوي الروح الإنسانية بشكل عام حتى يبدو بعد نجاح الثورة أن تلك هي الأفكار الطبيعية والكونية. هذه الأفكار، التي تروج لها عناصر البنية الفوقية للمجتمع، تصبح الأيديولوجية الحاكمة في تلك الفترة التاريخية. وعلاوة على ذلك، فإن الأيديولوجية الحاكمة تقدس العلاقات الاقتصادية في المجتمع وبالتالي تضغ البروليتاريا في حالة من الوعي الزائف الذي يعمل على إعادة إنتاج الطبقة العاملة.
الأخلاق، الدين، الما ورائيات، كل ما تبقى من الأيديولوجية وما يقابلها من أشكال الوعي لا يحتفظ بمظاهر استقلاله؛ لا تاريخ لها ولا تطور، ولكن البشر، بتطويرهم إنتاجهم المادي وومعاملاتهم المادية، يغيرون، بالإضافة إلى وجودهم الدنيوي، تفكيرهم وإنتاجهم للتفكير الجماعي.
هذا النهج يسمح لنا بالتوقف عن فهم التاريخ كمجموعة من الحقائق الصماء أو نشاط متخيل من المواضيع.
بيان الحزب الشيوعي هو كتيب نشره السياسيان كارل ماركس وفريدرخ انغلز. ومنذ ذلك الحين، أصبح أحد أكثر الكتب السياسية تأثيرًا في العالم.قدم الكتيب نهجًا تحليليًا للصراع بين الطبقات الاجتماعية (تاريخيًا وفي زمن الكتاب) ومشاكل الرأسمالية، وتنبأ بأشكال المستقبل الشيوعي المحتمل.
احتوى الكتاب على نظريات ماركس وإنجلز حول طبيعة المجتمع والسياسة، والذي وصفوه قائلين: «إن تاريخ كل مجتمع موجود حتى الآن هو تاريخ صراع الطبقات». كما أوضحا اعتقادهما بأنه خلال فترة وجيزة سيستبدل المجتمع الرأسمالي بالاشتراكية، ثم في نهاية المطاف بالشيوعية.
مقتطفات من بيان الحزب الشيوعي
+ 《إن السلطة التنفيذية للدولة الحديثة ما هي إلا لجنة لإدارة الشؤون العامة للبورجوازية》.
《قلبت الصناعة الحديثة الورشة الصغيرة للسيد الأب إلى مصنع عظيم للرأسمالي الصناعي، و نظمت جماهير العمال المتزاحمة في المصنع مثل الجنود، ووضعتهم تحت إمرة تسلسل هرمي كامل من الضباط و الرقباء، مثل عساكر للجيش الصناعي، لم يكونوا عبيدا للطبقة الرأسمالية و للدولة البورجوازية فقط، ولكن تستعبدهم أيضا، يوميا و في كل ساعة، الآلة و المراقب، و فوق كل ذلك الصناعي البورجوازي نفسه، و كلما أعلن هذا الإستبداد، أن الربح هو هدفه النهائي كان أكثر تفاهة و مرارة و كراهة. وكلما كانت المهارة و الجهد و القوة التي يقتضيها العمل اليدوي أقل، أو بعبارة أخرى، كلما أصبحت الصناعة الحديثة أكثر تطورا، إزداد إحلال النساء محل الرجال، ولم تعد لفروق العمر و الجنس أي فعالية اجتماعية بالنسبة إلى الطبقة العاملة، فالجميع هم أدوات عمل، أكثر أو أقل سعرا في الاستخدام، وفقا لسنهم و جنسهم. وما إن ينتهي إستغلال الصناعي للعامل بنقده أجره، حتى تهاجمه شرائح أخرى من البورجوازيين بعنف، مالك الأرض، و صاحب الدكان…و المرابي…إلخ》.
《يمكن أن ينتصر العمال من وقت إلى آخر. وتكمن الثمرة الحقيقية لمعاركهم ليس في النتيجة المباشرة فحسب، بل في التوسع الدائم لإتحاد العمال》.
《إن العامل الحديث، عوضا عن أن ينهض مع تقدم الصناعة، يغوص أعمق فأعمق إلى شروط معيشية أدنى من مستوى طبقته، ليصبح معدما. و يتطور الفقر الشديد بسرعة أكبر من سرعة تطور السكان و الثروة. وهنا يصبح من الواضح أن البورجوازية لم تعد صالحة لتفرض شروط وجودها على المجتمع كقانون سائد. أي أنها غير ملائمة للحكم لانعدام كفاءتها في تأمين وجود عبدها من خلال عبوديته، فهي لا تستطيع أن تمنع غرقه في مثل هذه الحالة، لأنه يتعين عليها أن تطعمه عوضا عن أن يطعمها. لم يعد المجتمع قادرا على أن يعيش تحت ظل هذه البورجوازية، وبعبارة أخرى، لم يعد وجودها منسجما مع المجتمع》.
فائض القيمة
فائض القيمة هو مفهوم استخدمه كارل ماركس في نقده للاقتصاد السياسي. رغم أن ماركس نفسه لم يخترع المصطلح، فقد ساهم بشكل كبيرة في وضع مفهومه. ويشير المفهوم بشكل تقريبي إلى القيمة الجديدة التي تنشأ بواسطة العمل غير المأجور من قبل العامل بناء على قيمة قوة العمل، والتي هي من خصائص الأنظمة الرأسمالية وقاعدة الربح لها، وهكذا يكون فائض القيمة هو أساس تراكم رأس المال.
النظرية
يوضح فريدريك إنجلز تفسير مصدر فائض القيمة على النحو التالي:
«من أين جاء فائض القيمة هذا؟ لا يمكن أن يكون قد جاء من المشتري الذي يشتري السّلع بأقل من قيمتها، أو من البائع الذي يبيعها بأكثر من قيمتها. في كلتا الحالتين تلغِ المكاسب والخسائر لكل فرد بعضها، لأن كل فرد هو بدوره مشترٍ وبائع. كما لا يمكن أن يأتي من الغش والاحتيال، فعلى الرغم من أنه قد يؤدي إلى ثراء شخصٍ ما على حساب آخر، إلا أنه لا يمكنهُ زيادة إجمالي المبلغ الذي يمتلكه الاثنان، وبالتالي لا يمكنه زيادة مجموع القيم المتداولة. (…) يجب حل هذه المشكلة، ويجب أن يكون حلها بطريقة اقتصادية بحتة، بعيدًا عن الغش والاحتيال وتدخل أي ضغوط أو إكراه أو إجبار — المشكلة هي: كيف يمكن للمرء الاستمرار في البيع بسعرٍ أغلى من سعر الشراء، حتى مع افتراض أن القيم المتساوية يتم تبادلها دائمًا بقيم متساوية؟»
تلخّصَ حل ماركس في التمييز بين القوى العاملة ووقت العمل المُنجز. فالعامل المنتج بالقدرِ الكافي من الممكن أن ينتج قيمة أعلى من قيمة تكاليف توظيفه. على الرغم من أن أجره يبدو مستندًا إلى ساعات العمل، إلا أنه –اقتصاديًّا– لا يعكس القيمة الكاملة لما ينتجه العامل. بشكل أوضح: لا يبيعُ العامل العملَ، بل كفاءته وقدرتهُ على العمل.
تخيّل عاملًا وُظّف لمدة ساعة ودُفع له 10 دولارات مقابل كلّ ساعة. في حال توظّف عند رأسمالي، يصبح بوسعه تشغيله على آلةٍ لصناعة الأحذية حيث ينتجُ ما قيمته عشرة دولارات من العمل كل خمسة عشر دقيقة. في كل ساعة يحصل ذلك الرأسمالي على عمل بقيمة 40 دولارًا ويدفع للعامل 10 دولارات فقط، فيكسب ما تبقى من 30 دولارًا كإيرادات إجمالية. بمجرد أن يخصم الرأسمالي تكاليف التشغيل الثابتة والمتغيرة (لنقل) 20 دولارًا أميركيًّا (جلد، إهلاك الجهاز، .. إلخ)، يتبقى له 10 دولارات. على هذا فإن الرأسمالي يحصل على فائض قيمة مقداره 10 دولارات مقابل رأس المال الذي بلغ 30 دولارًا؛ ولم يتم استبدال رأس ماله بالتشغيل والعملية فحسب، بل زاد أيضًا بمقدار 10 دولارات.
لا يمكن للعامل الحصولُ على هذه الفائدة مباشرة لأنه لا يملك أي حقّ في وسائل الإنتاج (مثل آلة صنع الأحذية) أو منتجاتها، كما أن قدرته على المساومة على الأجور مقيّدة بقوانين، والعرض/الطلب على أجور العمل.
الإنتاج مقابل التحقيق والإنجاز
ميّز ماركس بوضوح بين القيمة والسعر، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى التمييز الواضح الذي وضعه بين إنتاج فائض القيمة (بالإنجليزية: production of surplus-value) وتحقيق الدخل من الأرباح (بالإنجليزية: (realisation of profit income. قد يتم إنتاجُ منتجِ يحتوي على فائض القيمة (زيادة القيمة)، ولكن بيع ذلك المنتج (الإنجاز والتحقيق) ليس عملية تلقائيّة على الإطلاق.
إلى أن يتم تسلم الدفعات من المبيعات، فإنه ليس من المؤكد كم هو فائض القيمة الذي سَيُتَحَققُّ بشكل فعليٍّ كأرباح منها. على هذا فإن حجم الأرباح المحققة على هيئة أموال ومقدار فائض القيمة المنتجة على شكل منتجات قد يختلف إلى حدٍّ كبير، اعتمادًا على ما يحدث لأسعار السوق وتقلبات العرض والطلب. تشكل هذه الرؤية الأساس الذي تقوم عليه نظرية ماركس لقيمة السوق، وأسعار الإنتاج، وميل معدل أرباح الشركات المختلفة إلى التسوية عبر المنافسة.
في مخطوطاته الكتابيّة المنشورة وغير المنشورة، خاض ماركس بتفاصيل كبيرة لدراسة العديد من العوامل المختلفة التي قد تؤثر على إنتاج وتحقيق فائض القيمة. اعتبر أن ذلك أمرًا بالغ الأهمية بغرض فهم ديناميكيات وأبعاد المنافسة الرأسمالية، ليس فقط المنافسة التجارية بل أيضا المنافسة بين الرأسماليين والعمال وبين العمال أنفسهم. لكن تحليله لم يذهب إلى ما هو أبعد من تحديد بعض النتائج الإجمالية لهذه العملية.
الاستنتاج الرئيسي الذي خلص إليه هو أن المشغلين سيهدفون إلى زيادة إنتاجية العمل والاقتصاد في استخدام الأيدي العاملة، وخفض تكلفة الوحدة الخاصة بهم وزيادة صافي عائداتهم من المبيعات بأسعار السوق الحاليّة؛ وبسعر السوق السائد للمنتج، فإن كلَّ خفضٍ للتكاليف وكل زيادة في الإنتاجية ودورة المبيعات من شأنه أن يزيد من صافي الأرباح لهذا المنتج. أما الطريقة الرئيسية فهي الأتمتة (بالإنجليزية: mechanization)، التي تزيد من حجم رأس المال الثابت في الاستثمار.
من شأن ذلك أن يؤدي إلى انخفاض قيم الوحدة الخاصة بالسلع مع مرور الوقت، وكذلك انخفاض متوسط معدّل الربح في مجال الإنتاج، والذي يبلغ ذروته بحدوث أزمة تراكم رأس المال، إذ يجتمع الانخفاض الكبير في الاستثمارات الإنتاجية مع البطالة الجماعية، ثم يعقب ذلك عملية ترشيد مكثفة للاستحواذ، وعمليات الاندماج، وإعادة الهيكلة بهدف استعادة الربحيّة
العلاقة مع الضرائب
بشكلٍ عام، يعادي رجال الأعمال والمستثمرون أي محاولات هادفة إلى المسّ بصافي الربح الإجمالي، خاصة الضرائب الحكومية. كلّما كانت الضرائب منخفضة –على فرض أن الأشياء الأخرى متوازنة- كلّما كَبُرَ حجم الأرباح التي يمكن توزيعها كدخل لمستثمري القطاع الخاص. كانت الثورات الضريبية في الأصل حافزًا قويًّا للبرجوازيين لانتزاع سلطة الدولة من الأرستقراطية الإقطاعية في بداية الحقبة الرأسمالية.
في الواقع، فإن جُزءًا كبيرًا من أموال الضرائب يعاد توزيعه أيضًا على المؤسسات الخاصة في شكل عقود حكومية وإعانات مالية، ولذلك فإن الرأسماليين قد يتناقضون فيما بينهم بشأن الضرائب، لأن ما هو تكلفةٌ بالنسة للبعض، هو مصدرُ ربحٍ عند آخرين. لم يحلّل ماركس كل هذا بالتفصيل؛ ولكن مفهوم فائض القيمة سيطبق أساسًا على الضرائب على الدخل الإجمالي (الدخل الشخصي والتجاري من الإنتاج) وعلى تجارة المنتجات والخدمات. على سبيل المثال، نادرًا ما يتضمن العمل في العقارات عنصرًا من عناصر فائض القيمة، رغم أن الربح يمكن أن يكون مكتسبا في نقل العقار.
القياس
كانت المحاولة الأولى لقياس معدل فائض القيمة في وحدات المال من جانب ماركس نفسه في الفصل التاسع من كتاب رأس المال (Das Kapital)، باستخدام بيانات مصنع الغزل التي قدمها فريدريك إنجلز. في كل من المخطوطات المنشورة وغير المنشورة، يبحث ماركس بالتفصيل المتغيرات التي تؤثر على معدل وحجم فائض القيمة.
يزعم بعض خبراء الاقتصاد الماركسيين أن ماركس تصور أن إمكانية قياس فائض القيمة تعتمد على البيانات المتاحة للعلن. يمكننا وضع مؤشرات إحصائية للميول، دون الخلط الخاطئ بين البيانات والشيء الحقيقي الذي تمثله، أو افتراض «القياسات المثالية أو البيانات المثالية» بطريقة تجريبية.
منذ الدراسات المبكرة لاقتصاديين ماركسيين مثل أوجين فارجا وتشارلز بيتيلهايم وجوزيف جيلمان وأدوارد وولف وشان ماج، بُذلت محاولات عديدة من خبراء الاقتصاد الماركسيين لقياس الميل في فائض القيمة إحصائيًّا باستخدام بيانات الحسابات القومية. لعل المحاولة الحديثة الأكثر إقناعا هي محاولة أنور شيخ وأحمد توناك.
يشتمل هذا النوع من البحوث عادةً على إعادة صياغة مكونات المقاييس الرسمية للناتج الإجمالي والإنفاق الرأسمالي بحيث تعمل على تقريب الفئات الماركسية، من أجل تقدير الميول في النسب التي يرى البعض أنها مهمة في التفسير الماركسي لتراكم رأس المال والنمو الاقتصادي: معدل فائض القيمة، ومعدل الأرباح، ومعدل الزيادة في المخزون الرأسمالي، ومعدل إعادة الاستثمار لفائض القيمة المحققة في الإنتاج.
التكوين العضوي لرأس المال (بالإنجليزية: Organic composition of capital) مفهوم أوجده كارل ماركس في نظريته عن الرأسمالية، والذي مثّل في نفس الوقت انتقاده للاقتصاد السياسيّ في عصره. اشتُثقّ المفهوم من مفاهيم كارل الأساسية «تكوين قيمة رأس المال» و«المكونات الفنيّة لرأس المال». ناقشه بالتفصيل في الفصل 25 من المجلد 1 في كتابة «رأس المال» تحت عنوان «القانون العام للتراكم الرأسمالي». تقيس «المكونات الفنية لرأس المال» العلاقة بين عناصر رأس المال الثابت (المصنع والمعدات والمواد) ورأس المال المتغير (العاملين بأجر). يعتبر «فنيًا» لأنه لا يتضمن أي تقدير أو تخمين. على النقيض من ذلك، فإن «تكوين القيمة لرأس المال» هو النسبة بين قيمة عناصر رأس المال الثابت الداخلة في الإنتاج وقيمة اليد العاملة. وجد ماركس أن المفهوم الخاص «بالتكوين العضوي لرأس المال» كان مفيدًا أحيانا في التحليل، لأنه يفترض أن القيم النسبية لكل عناصر رأس المال ثابتة.
التكوين العضويّ لرأس المال والأزمات
إن قيمة التكوين العضويّ لرأس المال أمر مهمّ في نظرية الأزمة الماركسية بسبب تأثيرها على متوسط معدّل الربح. يتلخّص التأثير المترتب على ارتفاع التركيبة العضوية لرأس المال في انخفاض معدل الربح؛ ففي مقابل كل زيادة جديدة في فائض القيمة تتحقق باعتبارها أرباحًا من المبيعات، تصبح هناك حاجة ضرورية لزيادة مقابلة أكبر في الاستثمار الرأسمالي.
لكن هذا كما يزعم ماركس لا يمثل سوى ظاهرة، لأن انخفاض معدّل الربح من الممكن أن يقابله تأثيرات معاكسة، من أهمّها:
شراء مدخلات رأس المال الثابتة بتكاليف أقل.
زيادة معدل استغلال القوة العاملة وإنتاجيتها (يتضمن ذلك كثافة العمل).
خفض زمن دورات المدخلات الرأسمالية الثابتة.
خفض الرواتب وتكاليف العمل المدفوعة.
توفير أعداد ضخمة من العمالة الرخيصة في الداخل أو الخارج.
التجارة الخارجية التي تقلل من التكاليف الثابتة لمدخلات رأس المال.
الإبداعات التكنولوجية التي تقلل من التكاليف الثابتة لمدخلات رأس المال.
التوزيع النوعي لفائض القيمة كالأرباح والفائدة والضرائب والرسوم والتقسيم بين المكونات الموزعة وغير الموزعة للقيمة المضافة الجديدة.
توسع السوق (المزيد من المبيعات، في وقت أقل).
تسعير النواتج الاحتكاري، أو بطريقة ما رفع أسعار الناتج على نحو مكلَّف وصنعي.
تخفيض العبء الضريبي.
أساليب جنائيّة لخفض التكاليف وزيادة المبيعات والأرباح.
نظرًا لوجود عوامل مختلفة عديدة يمكن أن تؤثر على الربحيّة، فإن التأثيرات الإجمالية لارتفاع التكوين العضوي لرأس المال في متوسط الربحية الصناعية يجب أن تخضع حقًّا للتقييم التجريبي في فترة زمنية أطول، مثل 20-25 سنة.
يزعم ماركس، أنه بقدر ما يكون مسار التنمية الرأسمالية محكومًا بالسعي إلى فائض القيمة، فإنه يمكن تلخيص المصير الاقتصادي للنظام باعتباره تفاعلًا بين ميل معدل الأرباح إلى الانحدار، والعوامل التي تتصدى لذلك: بعبارةٍ أخرى، المعركة الدّائمة لخفض التكاليف وزيادة المبيعات وزيادة الأرباح.
تكون النتيجة النهائية الافتراضية لارتفاع التكوين العضوي لرأس المال الأتمتة الكاملة لعملية الإنتاج، وفي هذه الحالة فإن تكاليف العمالة سوف تكون قريبةً من الصفر. يدلّ ذلك على نهاية دور الرأسمالية بوصفها نظامًا اقتصاديًّا مُدرًّا للربح بالنسبة للرأسماليين، وبوصفها نظامًا اجتماعيًّا، لأن النظام الرأسمالي لا يتضمن أي وسيلة أو طريقة لتوزيع الدخل غير تلك القائمة على الجهد، والأتمتة الكاملة ستلغي مفهوم الاستغلال. مع ذلك، من الممكن أيضًا أن تؤدي الأتمتة إلى تشريد العمالة وتحويلها نحو قطاع الخدمات. إذا توفر دخلًا كافيًا لشراء الخدمات، ويمكن لاقتصاد الخدمات أن ينمو بدوره.
ماركس وريكاردو
أثارت التراكيب العضوية المختلفة لرأس المال من فروع مختلفة من الصناعة مشكلة المخطط الاقتصادي التقليدي لديفيد ريكاردو وغيره، الذين لم يتمكنوا من التوفيق بين نظرية قيمة العمل وبين وجود اختلافات في التركيب العضويّ لرأس المال التي تعني ضمنًا معدلات ربح مختلفة في صناعات مختلفة. أيضًا، في حين تعمل المنافسة في السوق على تحديد مستوى السعر الحاكم لمنتج معيّن، فإن الشركات المختلفة ستستخدم عددًا أقل أو أكبر من العمالة لإنتاجه. لهذه الأسباب، تتفاوت القيم المنتجة والأسعار التي يحققها المنتجون كميًّا.
ظواهر تاريخية
كان هناك نزاع نظري وإحصائيّ طويل بين الاقتصاديين الماركسيين حول ما إن كان التكوين العضوي لرأس المال يميل بالفعل إلى الارتفاع، أو أنه يجب أن يرتفع تاريخيّا كما توقع ماركس، أو بعبارة أخرى، إذا كان التقدم التكنولوجي له «نزعة نحو توفير العمالة»، ويتسبب في انخفاض متوسط معدل الربح.
من بين التساؤلات المطروحة هنا، لماذا قد يقدم الرأسماليون تكنولوجيا جديدة، إن كان ذلك سيسفر على وجه التحديد عن انخفاض معدل الأرباح على رأس المال المستثمر؟ رد ماركس:
عند تقديم تكنولوجيا أو منتج جديد ناجح في السوق لأول مرة، يحصل المنتجون الرائدون عادةً على ربح إضافي (أو أرباح غير عاديّة وكبيرة)، ولكن عندما ينتشر استخدام هذا المنتج أو التكنولوجيا الجديدة المبتكرة وتنتج على نطاق أوسع، تنخفض الربحية بالنسبة لكل المنتجين.
المنافسة بين الرأسماليين تفرض عليهم إدخال وابتكار تكنولوجيا جديدة، سواء كانوا راغبين في ذلك أم لا، وذلك لأن مكاسب الإنتاجية التي يحققها المنافسون تهدد بإبعادهم عن التجارة والعمل، أو تقليص حصتهم في السوق.
في حين قد ينخفض متوسط معدلات الأرباح على رأس المال المستثمر نتيجة لذلك، فإن هوامش الربح (أو أحجام الأرباح) ستتزايد، لأنه يمكن إنتاج المزيد من السلع والمنتجات وبيعها في فترة محاسبيّة معينة، باستخدام التكنولوجيا الجديدة (وهو ما يعني ضمنًا انخفاض تكاليف وحدة المنتجات والسلع التي يتم صنعها).
لا شك أن الأدلة الإحصائية والتاريخية حول دورة كوندراتيف من التنمية الرأسمالية منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر وما بعده، مواتية ومناسبة لنظرية ماركس فيما يتصل بالتكوين العضوي المتزايد لرأس المال.
حاصل القيمة
يُعرف حاصل القيمة (VP) (القيمة الجديدة) بأنه مفهوم اقتصادي صاغه كارل ماركس في نقده للاقتصاد السياسي خلال ستينيات القرن التاسع عشر، ويستخدم في نظرية المحاسبة الاجتماعية الماركسية للاقتصادات الرأسمالية. قيمته النقدية السنوية تساوي تقريبًا المبلغ الصافي من ستة تدفقات للدخل الناتج عن الإنتاج:
أجور ورواتب الموظفين.
الربح بما في ذلك الربح الموزع وغير الموزع.
الفوائد التي تدفعها الشركات المُنتجة من إجمالي الدخل الحالي.
الإيجار الذي تدفعه المؤسسات المُنتجة من إجمالي الدخل الحالي، بما في ذلك إيجارات الأراضي.
ضريبة على إنتاج قيمة جديدة، بما في ذلك ضريبة الدخل والضرائب غير المباشرة على المنتجين.
الرسوم التي تدفعها الشركات المُنتجة من إجمالي الدخل الحالي ، بما في ذلك: الإتاوات، بعض الأتعاب ورسوم موظفي الشركات، مصاريف التأمين المختلفة، وبعض رسوم الإيجار المتكبدة في الإنتاج والمدفوعة من إجمالي الدخل الحالي.
آخر خمسة مداخيل نقدية هي مكونات فائض القيمة المحققة. من حيث المبدأ، يتضمن حاصل القيمة أيضًا مخزونًا غير مباع للمخرجات الجديدة. يتوافق مفهوم ماركس تقريبًا مع مفهوم القيمة المضافة في الحسابات القومية، مع بعض الاختلافات المهمة وبشرط أنه لا ينطبق إلا على الخرج الصافي من الإنتاج الرأسمالي، وليس على تقييم كل الإنتاج في مجتمع ما، والذي بالطبع قد لا يكون الإنتاج التجاري جزءًا منه على الإطلاق
يُصاغ المفهوم بشكل أكثر دقة عندما ينظر ماركس في إعادة انتاج وتوزيع الدخل القومي (شاهد مخطوطته المسماة «نتائج عملية الإنتاج الفورية [أو المباشرة]»، المتاحة باللغة الإنجليزية في طبعة بيليكان من كتاب رأس المال)، وأيضًا على الإنترنت؛ والفصول الأخيرة من المجلد 3 لكتاب رأس المال).
كتب ماركس هذا في عام 1864، أي قبل 70 عامًا أو نحو ذلك من أن توضع أول إحصائيات شاملة للناتج القومي الإجمالي وتكوين رأس المال من قبل أمثال فاسيلي ليونتيف وريتشارد ستون وسيمون كوزنتس وكولن كلارك (وُضعت الصيغة النهائية لنظام المحاسبة الأساسي للأمم المتحدة لأول مرة عام 1953). تنتهي مخطوطة ماركس لـ المجلد 3 لكتاب رأس المال بمناقشة «علاقات التوزيع»، لكنه لم يَعِش لاستكمال تحليله. إلا أن نهجه واضح تمامًا من حيث الشكل.
وصف ماركس إجمالي الإنتاج (أو القيمة الإجمالية لمبيعات الناتج) بـ «قيمة الإنتاج» («VPn»).
إذا كان رأس المال المتغير المدفوع = V، رأس المال الثابت المتداول المستهلَك =Cc ، رأس المال الثابت المستهلَك = Cf، وفائض القيمة المُنتَجة = S، فإن:
الناتج الكلي {\displaystyle VP_{n}=C_{c}+C_{f}+V+S=}{\displaystyle VP_{n}=C_{c}+C_{f}+V+S=}
و
القيمة الصحيحة المضافة {\displaystyle VP=V+S=}{\displaystyle VP=V+S=}
لذا فإن «حاصل القيمة» الخاص بماركس قد عبر حقًا عن وجهة نظره حول القيمة المضافة الجديدة الإجمالية الحقيقية أو صافي الإنتاج. وفي رأيه، فهذا الإجمالي يساوي قيمة مدفوعات الأجور + فائض القيمة، والتي تشمل الأخيرة، بصرف النظر عن صافي الربح والفائدة والإيجار، صافي الضرائب المفروضة والرسوم من نوع الإتاوة المدفوعة فيما يتعلق بالدخل الناتج عن إنتاج المخرجات، بالإضافة إلى عنصر القيمة الفائضة للمخزونات غير المباعة من المخرجات الجديدة. لم يناقش ماركس بنفسه الضرائب ودخل الإتاوة بالتفصيل؛ كانوا جزءًا صغيرًا فقط من إجمالي الدخل القومي عندما عاش (ما يقارب 5-10% أو نحو ذلك).
تعليق إضافي هام لماركس
يدّعي ماركس أنه في فترة محاسبية، تُنتِج القوى العاملة في القطاع الرأسمالي عادةً قيمة جديدة تساوي تكلفة أجرها، بالإضافة إلى قيمة جديدة إضافية (تسمى فائض القيمة).
إلا أن ماركس يحذر من:
«عادة تمثيل فائض القيمة وقيمة القوة العاملة كأجزاء من القيمة المنشئة –والتي تتأصل عادة في الوضع الرأسمالي للإنتاج نفسه، والتي سيُكشف عن استيرادها فيما بعد– تخفي الصفقة ذاتها التي تميّز رأس المال، وهي ما يدعى بتبادل رأس المال المتغير لقوة العمل الحيّة، والاستبعاد المترتب على ذلك للعامل من المنتج. بدلاً من الحقيقة الواقعية، لدينا مظهر زائف لمنظمة، حيث يقسّم فيها العامل والرأسمالي المنتج بما يتناسب مع العناصر المختلفة التي يساهمون بها على التوالي في تكوينها».
–كارل ماركس
لهذا السبب، انتقد ماركس النسب مثل حصة الأرباح والأجور (حصة الأجور) في إجمالي أو صافي الناتج على أنها خادعة، لأنها أخفت علاقات الإنتاج الرأسمالية الحقيقية، وتحديدًا معدل فائض القيمة. كان اهتمامه الأساسي هو النسبة بين الأرباح العامة والأجور (معدل الاستغلال).
القيمة المضافة الماركسية الجديدة مقابل الناتج المحلي الإجمالي
إن معادلة القيمة المضافة الجديدة مع صافي الناتج أو الناتج المحلي الإجمالي (المعروف أيضًا باسم إجمالي القيمة المضافة) لن يكون لها أي معنى عند ماركس، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن صافي الناتج يشمل الإهلاك (أو استهلاك رأس المال الثابت)، ومع ذلك يستثني مختلف إيجارات العقارات المدفوعة عن طريق الشركات المنتجة من دخلها الإجمالي (على أساس أن تأجير أصل ما لا يشكل في حد ذاته إنتاجًا) بالإضافة إلى جزء من صافي الفائدة (يعتبر دخل ممتلكات).
فيما يتعلق بالإهلاك، بالنسبة لماركس، فإن قيمة الإهلاك الحقيقي على الأقل لم تشكل أي قيمة جديدة، ولكن، القيمة المُحافظ عليها والمنقولة إلى المنتجات الجديدة عن طريق العمالة الحيّة. لقد ظهرت كقيمة مضافة، فقط لأنه عندما تُخصم التكاليف من إجمالي دخل المبيعات للحصول على صافي الربح، يعتبر الإهلاك أحد مكونات إجمالي دخل الربح الجديد. في الحسابات القومية الرسمية، يتم التمييز بين إجمالي القيمة المضافة (بما في ذلك مصاريف الإهلاك) وصافي القيمة المضافة (مستثنيةً إياهم).
طبعًا في الواقع قد يختلف هذا الإهلاك («الاقتصادي») الحقيقي عن الإهلاك لأغراض الضريبة. في هذه الحالة، يمكن أن يحتوي استهلاك رأس المال الثابت المُبلّغ عنه على عنصر ربح غير موزع. بالإضافة إلى ذلك، قد تتضمن الحسابات الوطنية الرسمية في استهلاك رأس المال الثابت قيمة أقساط التأمين والفوائد والإيجارات المدفوعة من إجمالي الدخل، والتي تتعلق مباشرة باقتناء أو صيانة الأصول الثابتة المُنتِجة، على أساس أنها جزء من التكلفة تشغيل الأصول الثابتة المنتِجة. في الاقتصاد الماركسي، مع ذلك، سيُنظر إلى هذه التدفقات إما على أنها نفقات زائفة للإنتاج، أو نفقات رأسمالية ثابتة متداولة، أو عنصر من فائض القيمة الإجمالي.
على النقيض من ذلك، اعتبر ماركس الإيجارات التي تدفعها الشركات المنتِجة من دخلها الإجمالي كجزء من فائض القيمة، وكجزء لا يتجزأ من هيكل تكلفة المنتج الاجتماعي. وبالتالي، تُضمّن إيجارات الأعمال، المستبعدة من الناتج المحلي الإجمالي كونها نفقات وسيطة، في حاصل القيمة الماركسية كعنصر من عناصر فائض القيمة.
من وجهة نظر ماركسية، تتضمن القيمة المضافة الرسمية أيضًا بعض المكونات المشكوك فيها مثل القيمة الإيجاريّة للمساكن التي يشغلها مالكوها. هذا القيد هو الإيجار السوقي للمساكن التي يشغلها المُلّاك والتي يمكن أن تتحقق في حالة تأجير المساكن، وتعامل على أنها «خدمة». لكن معظمها لا يشير إلى أي تدفق حقيقي للدخل، ولا من الواضح أن هذا المكون له أي علاقة بالإنتاج.
فيما يتعلق بصافي الفوائد، سوف تستبعد حسابات المنتَج الرسمية جزءًا منه، بقدر ما يُعرّف على أنه دخل ممتلكات لا علاقة له بقيمة الإنتاج. ولكن إذا دُفعت من إجمالي الإيرادات الحالية للمؤسسات المنتِجة، فيجب إدراجها في حاصل القيمة الماركسية. لهذا السبب، من المرجح أن يكون إجمالي صافي الفائدة الماركسية أكبر من إجمالي صافي الفائدة الرسمي.
يعد الإيجار المطلق والتفاضلي للأرض مفهومين استخدمهما كارل ماركس .في المجلد الثالث من كتاب رأس المال لتفسير كيفية عمل نمط الإنتاج الرأسمالي في الإنتاج الزراعي،في ظل الحالة التي تكون فيها معظم الأراضي الزراعية مملوكة لطبقة مالكي الأراضي الاجتماعية الذين يحصلون على دخل الإيجار من الذين يزرعون الأرض.يمكن القيام بأعمال المزرعة من قبل مالك الأرض نفسه، أو المستأجر أو عمال المزرعة المأجورين. ينظر ماركس إلى الإيجارات على أنها فئة اقتصادية باعتبارها شكلًا من أشكال فائض القيمة تمامًا مثل صافي دخل الفائدة، وصافي ضرائب الإنتاج، والأرباح الصناعية.
هدف النظرية
تعد نظرية ماركس في جزء كبير نقدًا لقانون الإيجار لدافيد ريكاردو، وتدرس بأمثلة رقمية مفصلة كيف تتأثر الربحية النسبية للاستثمارات الرأسمالية في الزراعة بالإنتاجية، والخصوبة، وموقع الأراضي الزراعية، فضلًا عن الإنفاق الرأسمالي على تحسين الأراضي.يصور ريكاردو دخل الإيجارات في الأساس باعتباره دخلًا «غير مستحق» يتجاوز تكاليف الإنتاج الحقيقية، وحلل كيف يمكن لبعض ملاك المزارع الحصول على مثل هذا الربح الإضافي بسبب ظروف الزراعة التي كانت أكثر ملاءمة من غيرها.
يرمي ماركس إلى أن يثبت أن الرأسمالية تحول الزراعة إلى عمل تجاري مثل أي عمل آخر يعمل بدوافع تجارية بحتة،وأن إيجارات الأرض التي استولى عليها ملاك الأراضي تشكل عبئًا على الطبقة البرجوازية الصناعية لأنها تعني ضمنًا تكلفة إنتاج إضافية ولأنها ترفع أسعار الناتج الزراعي.بشكل أكثر تحديدًا، اعتزم ماركس إظهار الكيفية التي بها يحكم قانون القيمة؛ الزراعة الرأسمالية، تمامًا كما حكم الصناعة الرأسمالية.
تكمن خاصية رأسمالية الزراعة في أنه يتعين على التجارة أن تتكيف مع العوامل الطبيعية مثل المناخ والارتفاع ونوعية التربة، وعدم مرونة الإمدادات الزراعية نسبيًا، وتأثير المحاصيل الرديئة على الأسعار الدولية للمنتجات الزراعية. لكن في نهاية المطاف، يعاد تنظيم إنتاج المنتجات الزراعية بالكامل وفقًا للقيمة التبادلية للناتج الزراعي، ثم تُنتج المواد الغذائية في الأساس وفقًا للقيمة التجارية المتوقعة في السوق (وهذا ليس صحيحًا تمامًا في كل الأحوال، على سبيل المثال، لأنه قد يكون من الممكن زراعة مجموعة محدودة من المحاصيل فقط، أو إدارة مجموعة محدودة من الماشية على أراضي معينة، أو لعدم وجود معرفة تامة بما ستقوم به السوق في المستقبل، إذا كان هناك تقلب كبير في الأسعار، عدم اليقين المناخي وما إلى ذلك).
قانون القيمة
طبقًا لماركس، عُدل قانون القيمة وتكوين أسعار الإنتاج في الزراعة الرأسمالية، وذلك لأن أسعار الإنتاج الزراعي كانت تتحدد على نحو مشترك بواسطة عائدات الأراضي وعوائد ملكية الأراضي بشكل مستقل تمامًا عن إنتاجية العمل. على سبيل المثال، قد يكون للحصاد الرديء في منطقة زراعية كبرى بسبب الأحوال الجوية المعاكسة، أو احتكار المعروض من الأراضي الزراعية، تأثير كبير على أسعار السوق العالمية للمنتجات الزراعية.يوسع ماركس نظريته في الإيجارات الزراعية إلى إيجارات المباني وإيجارات المناجم، وينظر في تأثير الدخل من الإيجار على أسعار الأراضي.
الأهمية النظرية
تعد هذه النظرية الجزء الأقل شهرة من الكتابات الاقتصادية لماركس، ومن بين أكثرها صعوبة،لأن الأرباح الناتجة عن العمل الزراعي قد تتأثر بالعديد من المتغيرات المختلفة، حتى ولو كان ذلك على مستوى تحليلي شديد التجريد. غير أن النظرية أصبحت هامة جدًا للماركسيين الحديثين مثل إرنست ماندل وسيروس بينا اللذين فسرا الرأسمالية المتأخرة على أنها شكل من أشكال الرأسمالية الريعية الطفيلية المتزايدة التي يحصل فيها الرأسماليون على فائض الأرباح من احتكار القدرة على الوصول إلى الموارد والأصول والتقنيات في ظل ظروف تنافس غير مثالية. وسّع كُتاب الماركسية مثل سيروس بينا مفهوم الإيجارات إلى إيجارات النفط.
أما الإيجار في الاقتصاد الكلي
من الأسباب المحتملة الأخرى وراء الغموض النسبي للنظرية أنه في الإحصاءات الاقتصادية الكلية الحديثة والحسابات القومية، لا توجد بيانات منفصلة وشاملة عن كميات إيجارات الأراضي وإيجارات التربة التحتية المستحقة والمكتسبة، لأنها لا تعتبر رسميًا جزءًا من القيمة المضافة، وبالتالي فإنها لا تدرج في حساب الناتج المحلي الإجمالي (باستثناء قيمة عقود الإيجار الإنتاجي). لا يمكن الاعتماد على البيانات الضريبية المتعلقة بمعاملات الأراضي بسبب عدم الاتساق في التقييم.
تتلخص الحجة المفاهيمية الأساسية في الحسابات القومية ببساطة في أن مثل هذه الإيجارات لا تعكس المكاسب التي يولدها الإنتاج ولا صلة لها بالإنتاج، وبالتالي فإن هذه الأرباح لا تشكل إضافة صافية إلى قيمة الناتج الجديد. بالتالي، فإن العديد من إيجارات الأراضي تعامَل ضمنيًا وكأنها تحويل للدخل. عادةً ما تسجَل القيمة السنوية للنفقات على تحسين الأراضي وقيمة عقود إيجار المعدات الإنتاجية فقط على أنها إيرادات «إنتاجية» وقيمة مضافة.
في نظرية ماركس،لا تعكس عائدات الأراضي ببساطة دخلًا عقاريًا مكتسبًا من ملكية أحد الأصول، بل تشكل عنصرًا حقيقيًا لفائض القيمة، وبالتالي من ناتج القيمة، ما دامت هذه الإيجارات تدفقًا للإيرادات يجب أن يسدَد من القيمة الجديدة التي أوجدها الإنتاج الحالي للمنتجات الأولية على الأرض. وفقًا لماركس فإن هذه الإيجارات تشكل جزءًا من البنية الإجمالية لتكاليف الإنتاج الرأسمالي، وتشكل عنصرًا من عناصر قيمة الناتج الزراعي
وأما الإيجار المطلق للأرض
يُفسَر الإيجار المطلق للأرض أحيانًا على أنه الإيجار الذي يمكن لملاك الأراضي استخراجه لأنهم يحتكرون الحصول على الأراضي أو توريدها، وأحيانًا على أنه الإيجار الذي ينشأ بسبب الفرق بين قيم المنتجات وأسعار إنتاج الناتج في الزراعة، بسبب انخفاض التكوين العضوي لرأس المال في الزراعة عما هو عليه في الصناعة.
طبقًا لمفهوم ماركس ذاته، فإن الإيجار المطلق لا يمكن أن يكون قائمًا عندما يصبح التكوين العضوي لرأس المال في الزراعة أعلى من المتوسط الاجتماعي. تصور ماركس أن إنتاجية العمل سوف تكون أعلى في قطاع التصنيع مقارنة بالزراعة في الأمد الأبعد، الأمر الذي يعكس حقيقة مفادها أن التركيب العضوي لرأس المال (نسبة رأس المال الثابت إلى رأس المال المتغير) أعلى في قطاع التصنيع مقارنة بالزراعة. يعني هذا ضمنًا أنه في الزراعة كانت قيمة الناتج المنتَج أعلى بشكل مستمر من سعر الإنتاج في ذلك الناتج.