شهدت حركة سعر الذهب العالمي (مقابل الدولار الأمريكي) يوم أمس تحركات متباينة، حيث سيطر عليها طابع الانتعاش الهش بعد الانخفاضات الحادة التي تعرض لها المعدن النفيس في بداية الأسبوع. وقد تركزت التداولات حول مستوى نفسي وفني هام وهو 4000 دولار للأونصة.
التحركات السعرية الرئيسية
في بداية تداولات اليوم، تمكن الذهب من تعويض جزء من خسائره الأخيرة، ليحقق ارتفاعات دفعته للارتفاع من قاع الأيام السابقة. هذا الانتعاش جاء كجزء من عملية تصحيح طبيعية بعد موجة بيع قوية أدت به إلى ملامسة أدنى مستوياته في عدة أسابيع.
على الرغم من هذه المكاسب الأولية، واجه الذهب صعوبة في الحفاظ على هذا الزخم الصعودي. فقد تخلت الأسعار عن بعض مكاسبها مع تقدم اليوم، لتتحدى مرة أخرى حاجز المقاومة القوي عند منطقة الـ 4000 دولار، وظل يفتقر إلى الاستمرارية اللازمة لتحقيق اختراق حاسم.
العوامل المؤثرة على الحركة

تأثرت حركة الذهب يوم أمس بشكل كبير بعاملين رئيسيين:
* تصريحات الفيدرالي والسياسة النقدية: استمرت التعليقات الحذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي (Fed) بشأن تيسير السياسة النقدية في وضع ضغط هبوطي على الذهب. فالتوقعات باستمرار أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول تزيد من جاذبية الدولار الأمريكي، مما يقلل من الطلب على الذهب الذي لا يدر عائداً.
* تخفيف التوترات الجيوسياسية: ساهم تخفيف حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في منع الذهب من بناء زخم صعودي كبير. فعادة ما يستفيد الذهب من حالة عدم اليقين والتوترات كونه ملاذاً آمناً، وأي تراجع في هذه التوترات يقلل من جاذبيته.
النظرة الفنية
فنياً، وجد الذهب قبولاً فوق مستويات دعم معينة، لكنه ظل يكافح دون الحاجز الرئيسي عند حوالي 4050 دولار. وقد أشارت التحليلات إلى أن استمرار عمليات البيع وإغلاق السعر دون مستويات دعم هامة (مثل $3886) قد يعرضه لمزيد من الانخفاضات نحو مناطق أدنى.
خلاصة القول، كانت حركة الذهب بالأمس تتسم بـ “المقاومة” حيث حاول الانتعاش بقوة من القيعان السابقة، لكنه بقي تحت تأثير الضغوط الأساسية المتمثلة في قوة الدولار والتوقعات بشأن أسعار الفائدة، مما أدى إلى تداول متذبذب دون تحقيق مكاسب كبيرة ومستدامة.
