📰 مؤشر الدولار الأمريكي (DXY): مقياس قوة العملة العالمية
مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يُعرف اختصارًا بـ DXY (Dollar Index)، هو أداة مالية حيوية تُستخدم لتقييم قوة أو ضعف العملة الأمريكية (الدولار الأمريكي – USD) مقابل مجموعة من العملات العالمية الرئيسية. تم تطوير هذا المؤشر في الأصل عام 1973 من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وأصبح منذ ذلك الحين معيارًا أساسيًا للتداول العالمي.
ما هو مؤشر الدولار وكيف يعمل؟
مؤشر الدولار ليس مجرد سعر صرف لا بل هو متوسط هندسي مرجح يقيس قيمة الدولار مقابل سلة مرجحة من ست عملات أجنبية. هذه العملات و التي تُمثل الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة تاريخياً و هي: اليورو، والين الياباني، والجنيه الإسترليني، والدولار الكندي، والكرونا السويدية، والفرنك السويسري.
يُعد اليورو هو العملة الأهم والأكثر تأثيرًا في المؤشر، حيث يشكل وحده أكثر من نصف وزنه (حوالي 57.6%). هذا يعني أن أي تحرك كبير في سعر صرف اليورو مقابل الدولار يؤدي إلى تحرك موازٍ وكبير في مؤشر DXY.
ببساطة، عندما يرتفع مؤشر DXY، فهذا يشير إلى أن الدولار يكتسب قوة في المتوسط مقابل هذه السلة من العملات. وعندما ينخفض، فهذا يدل على ضعف الدولار.
العوامل الرئيسية المؤثرة في حركة المؤشر
تتحرك قيمة مؤشر الدولار تبعًا لمجموعة معقدة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، أبرزها:
* قرارات الاحتياطي الفيدرالي (Fed): تعد التغيرات في أسعار الفائدة التي يقررها البنك المركزي الأمريكي هي المحرك الأقوى للمؤشر. ارتفاع الفائدة عادةً يقوي الدولار، حيث يجعل الأصول المقومة به أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن عوائد أعلى.
* البيانات الاقتصادية الأمريكية: الأرقام التي تعكس صحة الاقتصاد الأمريكي، مثل بيانات التوظيف، ونمو الناتج المحلي الإجمالي (GDP)، ومستويات التضخم، تؤثر مباشرة في توقعات السوق لقرارات الفيدرالي المستقبلية، وبالتالي على المؤشر.
* المعنويات العالمية: في أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو التوترات الجيوسياسية، يُنظر إلى الدولار الأمريكي كـ “ملاذ آمن”، مما يزيد الطلب عليه ويؤدي إلى ارتفاع المؤشر. وعلى العكس، فإن زيادة شهية المخاطرة عالمياً قد تضعف الدولار.
الوضع الحالي والملاحظات الأخيرة (DXY)
في الفترة الحالية، تتجه حركة مؤشر الدولار نحو التذبذب مع ميل للهبوط الطفيف، حيث يتراوح سعره تقريباً حول مستويات 98.65 إلى 98.95.
هذا الضغط الهبوطي الأخير يأتي بشكل أساسي نتيجة لـ توقعات السوق المستمرة بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. حيث تظهر البيانات الاقتصادية التي جاءت أضعف من المتوقع أحيانًا علامات على تباطؤ اقتصادي محتمل، مما يعزز فكرة تبني الفيدرالي لنهج نقدي أكثر تساهلاً، وهو ما يقلل من جاذبية الدولار كعملة عالية العائد.
يُراقب المتداولون مستويات الدعم والمقاومة، ففي الوقت الحالي، يحاول المؤشر الصمود فوق مناطق الدعم الرئيسية، لكن استمرار التوقعات بخفض الفائدة من شأنه أن يزيد الضغط على الدولار.
مؤشر الدولار (DXY) يبقى مقياساً أساسياً ليس فقط لقوة الدولار، بل هو مؤشر غير مباشر لحالة الاقتصاد العالمي والمعنويات السائدة في أسواق المال.

🔗 مؤشر الدولار وعلاقته بأسعار الذهب والنفط:
قراءة في الارتباط العكسي
تُعد العلاقة بين قوة الدولار الأمريكي، المُمثلة بمؤشر DXY، وأسعار السلع الرئيسية، وتحديداً الذهب والنفط، واحدة من المبادئ الأساسية في الأسواق المالية العالمية.
بشكل عام، يسود بين هذه الأصول ارتباط عكسي؛ أي عندما ترتفع قيمة الدولار، تميل أسعار هذه السلع إلى الانخفاض، والعكس صحيح.
تأثير مؤشر الدولار على الذهب (الملجأ الآمن)
يُعرف الذهب تقليديًا بأنه ملاذ آمن وأداة للتحوط ضد التضخم وضعف العملات.
تتشابك حركته مع الدولار عبر آليتين رئيسيتين:
أولاً، علاقة التسعير المباشرة: يتم تسعير الذهب عالميًا بالدولار الأمريكي. عندما يقوى الدولار (يرتفع مؤشر DXY)، يصبح شراء الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يحملون عملات أجنبية أخرى (مثل اليورو أو الين)، مما يقلل من الطلب على الذهب ويؤدي إلى انخفاض سعره. وعلى النقيض، عندما يضعف الدولار (ينخفض DXY)، يصبح الذهب أرخص نسبيًا للمشترين من خارج أمريكا، مما يزيد الطلب ويدفع سعره للارتفاع.
ثانياً، علاقة العائد وتكلفة الفرصة البديلة: الذهب هو أصل لا يدر فائدة (عائد). لذلك، عندما ترتفع أسعار الفائدة الأمريكية (وهو عامل يدعم قوة الدولار وارتفاع DXY)، تزداد جاذبية السندات والأصول الدولارية التي تُدر فائدة. هذا يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، فيقل الطلب عليه وينخفض سعره.
تأثير مؤشر الدولار على النفط (الطلب والطاقة)
تُشبه علاقة الدولار بالنفط إلى حد كبير علاقته بالذهب، لكن يضاف إليها عامل الطلب الاقتصادي العالمي:
أولاً، علاقة التسعير: يُسعَّر النفط الخام (برنت وغرب تكساس) في العقود الآجلة عالميًا بالدولار الأمريكي. يؤدي ارتفاع الدولار (ارتفاع DXY) إلى جعل النفط أكثر تكلفة على المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما يضغط على الطلب ويؤدي إلى انخفاض سعره.
ثانياً، العامل الاقتصادي العام: قوة الدولار غالبًا ما ترتبط بتوقعات بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي (أو ارتفاع الفائدة الأمريكية الذي قد يكبح النمو)، والنمو الأقل يعني انخفاضاً متوقعاً في الطلب الصناعي والاستهلاكي على النفط، مما يضغط على أسعاره.
خلاصة الاتجاهات الحالية
يمكن تلخيص العلاقة في أن قوة الدولار تؤدي عادة إلى انخفاض في أسعار الذهب والنفط، بينما ضعف الدولار (كما يحدث حالياً بسبب توقعات خفض الفائدة) يمهد الطريق لارتفاع أسعار السلع، خصوصاً الذهب. ولذلك، فإن اتجاه مؤشر الدولار يعتبر مؤشراً حيوياً لتوقعات أسعار الطاقة والمعادن الثمينة.
ملاحظة الاسعار المذكورة هي وقت اعداد المقالة وهي متغيرة
