لقد سمي العصر البرونزي بهذا الاسم نسبة الى البرونز .
ففي مطلع العصور التاريخية يظهر إبتكار حضاري كبير وهو صنع مادة البرونز .
والبرونز معدن غير موجود في الطبيعة ولم تصنعه الطبيعة ، بل هو من صنع الانسان.
البرونز : هو عبارة عن خليط من النحاس والقصدير بنسب تتراوح مابين عنصر القصدير وعنصر النحاس ويكون عنصر النحاس أكثر من عنصر القصدير . مثال
(١ قصدير _ ٩ نحاس ) .
وشهد هذا العصر تطور كبير في إنشاء التحصينات الدفاعية التي تضم الأبراج والاسوار . بالإضافة الى تخطيط المدن . وإنشاء المباني العامة والمدافن والقبور .
أما من النواحي الإقتصادية حدث تطور كبير في الإنتاج الزراعي مثل إنتاج الحبوب ، بالإضافة الى زراعة العديد من النباتات والأشجار ومنها الزيتون والنخيل والكرمه والجوز واللوز .
اشتهر هذا العصر بصناعة الفخار بشكل كبير بكافة الأحجام والأشكال ، وصناعة الأواني المعدنية والأسلحة والحلي
و العصر البرنزي ينقسم إلى ثلاث حقب الأولى عصر برونزي مبكر والثانية عصر برونزي وسط والثالثة عصر برونزي حديث عايش خلالها الإنسان عديد من الحضارات وشغل الحرف اليدوية وعرف التعدين والنحاس وترك عنه الأدوات الحجرية التي استخدمت قبل ظهور هذا العصر.
سمي بالعصر البرونزي نسبة إلى البرونز الذي صنع منه الإنسان أدواته كالمجارف والمطارق والأدوات الحادة في هذا العصر.
المدن الأولى في العصر البرونزي المبكر (3600 – 2000 ق. م.)
1يُعدّ العصر البرونزي المبكر مرحلة مهمة في تاريخ جنوب بلاد الشام، إذ ارتبطت مع هذه الفترة مرحلة التحوّل إلى حقبة التمدّن، التي انعكست من خلال تحولات واضحة في التنظيم الإجتماعي.
2سمحت مجموعة من الإبتكارات التقنية في هذا العصر بتطوير اقتصاد زراعي، فشاعت طرق الرّيّ المستعملة سابقاً، وحسّن استخدام الثور والمحراث من المردود الزراعي، وسمح بفلاحة أراض جديدة، كما انتشرت زراعة الزيتون والعنب. وأخيرا، شجّع استعمال الحمار للنقل وانتشار الأدوات البرونزية على تكثيف الإنتاج.
3من ناحية أخرى، تشير مجموعة تحولات في تخطيط المدن إلى مستوى متزايد من التنظيم الإجتماعي الهرمي. وتميزت بعض التجمعات المتركزة في الشمال، وبمحاذاة وادي الأردن على وجه الخصوص، بتحصينات إضافية (باب الذراع، خربة الزيرقون، نميرة، تلّ الحندقوق الشمالي، وطبقة فحل). وشيدت منشآت دفاعية، مثل الأبراج المستطيلة والبوابات العملاقة التي تخللت الحصون ذات الأسوار الحجرية،. وفي بعض الحالات، قسمت المدن إلى ما يسمى المدينة العليا، التي ضمت قطاعات متميزة من المباني العامة والإدارية، في حين ضمّت المدينة السفلى معظم الوحدات المنزلية (تل الحمام، وتل الحندقوق، واللجّون) (شكل II.14). واحتلت أماكن العبادة مكانة مركزية، بخلاف تلك التي وجدت عادة في القرى أو خارجها. ويوضح موقع خربة الزيرقون مميزات المدينة خلال العصر البرونزي المبكر: تقع بوابة المدينة الرئيسية في المدينة العليا المحمية بحصن يصل طوله إلى 30 م. وشيد مجمّع ديني مسوّر، وهو يتكون من أربع حجرات مستطيلة تطل على ساحة داخلية. ويؤكّد اكتشاف عدد كبير من جرار التخزين في أحد مباني المدينة العليا – كما هو الحال في عدد من المواقع الأخرى- على تطور مفهوم الإدارة المركزية للموارد وبداية السيطرة السياسية. أما المدينة السفلى، في الجزء الجنوبي من الموقع، فتضمّ وحدات سكنية محاطة بشبكة طرق.
4تدل جميع هذه التحولات العمرانية، التي ترافقت مع إنشاء اقتصاد سلعي حقيقي، وتخصصية حرفية وتزايد الإنتاج الحرفي والزراعي، على تطوّر تنظيم متنامٍ لهرمية اجتماعية وسياسية خلال العصر البرونزي المبكر.

الشكل 14.II: مواقع استيطان محصّنة رئيسية وقرى مفتوحة في الأردن، خلال العصر البرونزي المبكر
مصر
السلالات البرونزية المبكرة
في مصر القديمة، يبدأ العصر البرونزي في فترة ما قبل السلالات، في نحو عام 3150 ق.م. يعود العصر البرونزي القديم لمصر، والمعروف باسم فترة السلالاتة الحاكمة الأولى لمصر، مباشرة بعد توحيد مصر العليا والسفلى، في عام 3100 ق.م. ولكن يتم إطالة هذه الفترة بصفة عامة لتشمل السلالاتتين الأولى والثانية، الممتدة من فترة ما قبل السلالات في مصر حتى نحو عام 2686 قبل الميلاد، أو بداية المملكة القديمة. مع السلالاتة الأولى، انتقلت العاصمة من أبيدوس إلى ممفيس بعدما أصبحت مصر موحدة ويحكمها إله-ملك مصري. ظلت أبيدوس الأرض المقدسة الرئيسية في الجنوب. تشكلت السمات المميزة للحضارة المصرية القديمة، مثل الفن، والعمارة، والعديد من جوانب الدين، خلال فترة السلالاتة الحاكمة المبكرة. كانت ممفيس في العصر البرونزي المبكر أكبر مدينة في ذلك الوقت. المملكة القديمة للعصر البرونزي الإقليمي هو الاسم الذي يطلق على الفترة التي تمتد من الألفية الثالثة ق.م عندما حققت مصر أول تفوق مستمرة للحضارة من حيث التعقيد والإنجاز -وهي أول فترة من فترات المملكة الثلاث، والتي تمثل أعلى نقطة وصلت لها الحضارة في وادي النيل السفلي (الفترات الأخرى هي المملكة الوسطى، والمملكة الحديثة).
امتدت الفترة الوسيطة الأولى لمصر، التي توصف غالبًا بأنها فترة مظلمة في التاريخ المصري القديم، نحو 100 عام بعد نهاية الدولة القديمة من نحو 2181 إلى 2055 قبل الميلاد. تبقت آثار قليلة من هذه الفترة، خاصةً من الجزء الأول منها. كانت الفترة الوسيطة الأولى فترة ديناميكية عندما قُسم حكم مصر تقريبًا بين قوتين متنافستين على قواعد السلطة: إهناسيا في مصر السفلى، وطيبة في مصر العليا. في نهاية المطاف، دخلت هاتان المملكتان في صراع، إذ قهر ملوك طيبة الشمال، ما أدى إلى إعادة توحيد مصر تحت تاج حاكم واحد خلال الجزء الثاني من السلالاتة الحادية عشرة.