مارك زوكربيرغ
شركة فيسبوك تغير اسمها إلى “ميتا”
غيّرت شركة فيسبوك اسمها إلى “Meta – ميتا”، قائلة إنها ستضم تطبيقاتها وتقنياتها تحت هذه العلامة الجديدة، حسبما تم الإعلان عن ذلك في المؤتمر السنوي للشركة

وفي بيان عبر مدونة فيسبوك، قالت الشركة إن تركيز ميتا سينصب على مساعدة الناس على التواصل والعثور على المجتمعات وتنمية الأعمال التجارية.

وحسب البيان، لن يتغير هيكل الشركة، لافتا أنها تعتزم بدء التداول المالي تحت الاسم الجديد الذي حجزناه في الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ومعنى الاسم الجديد هو انا ما بعد أو ميتا هي كلمة يونانية الأصل تعني (بعد) أو (وراء)، وهي بادئة لفظية تستخدم في تكوين اشتقاقات وتعني بعد شيء ما، أو انتقال إلى شيء آخر. فمثلاً دعا أرسطو الميتافيزيقا بهذا الاسم لأن مشكلاتها الأساسية معروضة في رسائل توضع بعد التعاليم عن الفيزياء بواسطة الوسائل المنظمة لمؤلفات أرسطو. وتطلق الأسماء على بعض النظريات العلمية المعاصرة تبعاً لذلك، مثل: مابعد النظرية، و ما بعد المنطق وما بعد الرياضيات و مابعد الأخلاق.
ويأتي تغيير اسم فيسبوك، حيث تواجه الشركة تدقيقًا واسع النطاق للأضرار على العالم الحقيقي من منصاته المختلفة، بعد أن قام أحد المبلغين بتسريب مئات المستندات الداخلية للشركة.
وسيؤدي التغيير إلى تراجع خدمة فيسبوك، التي تحمل الاسم نفسه، لتصبح مجرد واحدة من الشركات التابعة للشركة، إلى جانب انستغرام وواتساب، بدلاً من العلامة التجارية الشاملة.
قد يكون تغيير العلامة التجارية جزءًا من محاولة لإصلاح سمعة فيسبوك وطي الصفحة، بعد سلسلة من كوابيس العلاقات العامة، بما في ذلك المعلومات الخاطئة على منصاتها، وإخفاقات الإشراف على المحتوى، والكشف عن التأثير السلبي لمنتجاتها على الصحة العقلية لبعض المستخدمين.
يتماشى تغيير الاسم، الذي أعلن عنه مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي للشركة، خلال مؤتمر الواقع الافتراضي والواقع المعزز Facebook Connect، مع تركيزه المتزايد على الميتافيرس، الذي يشير إلى الجهود المبذولة للجمع بين تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في عالم جديد عبر الإنترنت.

وبدأ زوكربيغ، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، حدثًا كبيرًا للمنتج يوم الخميس من خلال إثارة سلسلة من المفاهيم الاجتماعية والألعاب ومكان العمل الجديدة لـ metaverse.
وقال زوكربيرغ، في فيديو الانطلاق قبل خطابه الرئيسي: “نحن نعيش من أجل ما نبنيه. وبينما نرتكب الأخطاء، نستمر في التعلم والبناء والمضي قدمًا”.
وبث فيسبوك حدثه السنوي الثامن “Connect” على الهواء مباشرة للكشف عن أحدث ابتكاراته وأبحاثه في الواقع المعزز والافتراضي، والمزيد عن رؤيته للميتافيرس، التي تشير إلى الجهود التي تجمع بين تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في منصة جديدة على الإنترنت.

وعرض فيسبوك سلسلة من مقاطع الفيديو المفاهيمية التي سلطت الضوء على رؤيته للميتافيرس، مثل إرسال صورة ثلاثية الأبعاد لنفسك خلال حفلة موسيقية لم تكن فيها، أو الجلوس حول طاولات اجتماعات افتراضية مع زملاء بعيدون أو ممارسة ألعاب غامرة مع الأصدقاء.
الميتافيرس ثورة في استخدامات الواقع الافتراضي يطلقها زوكربيرج
وبعد أعلن مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك والمدير التنفيذى للشركة، أن تكنولوجيا الميتافيرس عبارة عن واقع افتراضي، حيث يمكنك أن توجد مع أشخاص آخرين فى مساحات رقمية في نفس المكان وتتفاعل معهم بالرغم من وجودهم في أماكن أخري، وهى مساحات مجسمة يمكنك التفاعل معها وكأنك بالفعل بداخلها، بدلًا من كونها مجرد مساحات افتراضية تشاهدها.

وقال زوكربيرج إن شركته تسعى نحو التحول من شركة للخدمات الاجتماعية إلى شركة متخصصة فى العوالم الافتراضية العملاقة، وهو ما يُطلق عليه إسم الميتافيرس، أى عالم مكون من أكوان متداخلة.
وأعلن موقع فيسبوك تشكيل فريق يتولى العمل على إنشاء ميتافيرس، يمتزج فيه العالمان الحقيقي والافتراضى إلى حد الاندماج، وهى رؤية من الخيال العلمى قائمة فى مجال ألعاب الفيديو.
واعتبر مارك زوكربيرج، أن الميتافيرس يمثّل مستقبل الشبكة الاجتماعية قائلاً “أتمني أن ينظر الناس إلينا فى غضون 5 سنوات كشركة ميتافيرس قبل كل شىء”.
وكتب زوكربيرج على حسابه الشخصى عبر فيسبوك، لتحقيق رؤيتنا لتكنولوجيا ميتافيرس نحتاج إلى بناء النسيج الرابط بين مختلف المساحات الرقمية، بهدف تجاوز القيود المادية وإتاحة التنقل بينها، بسهولة التنقل بين الغرف فى المنزل، ومن الممكن فعليًا للأشخاص من جميع أنحاء العالم حضور الحفلات الموسيقية افتراضية، تمامًا كما كانوا هناك.
وأضاف “زوكربيرج”، “الميزة الرئيسة لميتافيرس تتمثل فى الشعور بالوجود فعلًا مع الناس، وتعمل فيسبوك رياليتى لابس منذ سنوات على إبتكار منتجات توفر حضورًا فى مساحات رقمية مختلفة.”.
وأوضح مؤسس فيسبوك أن عالم ميتافيرس لا يمكن أن تؤسسه شركة واحدة أو تستطيع السيطرة عليه، فهو عالم مكون من عناصر لا نهاية لها، يمكن لجميع الشركات والمطورين وصناع المحتوى والمصممين التعاون معاً لإنشائه.
وأشار الي أن العالم الافتراضى العملاق الجديد ميتافيرس لن يكون مقصوراً فقط على الألعاب والترفية، كما يظن البعض، ولكنه سيكون عالمًا يجمع المستخدمين بالأشياء أو الاحتياجات التى تستحوذ على اهتمامهم، بحيث يعمل ويدرس ويتعلم ويتسلى ويقوم بجميع أمور حياته داخل هذا العالم الكبير بشكل سهل وسريع دون التنقل من مكان لمكان.
ما هو الميتافيرس؟
ميتافيرس بالإنجليزية Metaverse، هي كلمة تتكون من شقين، الشق الأول “meta” بمعنى ما وراء، والثاني “Verse” كلمة مُصَاغه من “الكون”.
ويستخدم المصطلح عادةً لوصف مفهوم الإصدارات المستقبلية للإنترنت، المكون من مساحة ثلاثية الأبعاد ثابتة ومشتركة ومرتبطة بكون افتراضي مدرك، وقد لا تشير metaverse بالمعنى الأوسع إلى العوالم الافتراضية فحسب، بل قد تشير إلى الإنترنت ككل، بما في ذلك النطاق الكامل للواقع المعزز.
ويمكن تعريف ميتافيرس بأنها رؤية جديدة للمستقبل، وهو ما يراهن عليه مارك زكربيرج ويصفه بأنه الثورة المقبلة في تطور الإنترنت. وفي الواقع، الميتافيرس هو مصطلح مرتبط بالخيال العلمي، وقد ظهر للمرة الاولى في عام 1992.
وتخيل أن تكون قادر على الجلوس مع صديقك الذي يبعد عنك بآلاف الكيلومترات، أو أن تحضر بشكل افتراضي في مقر عملك بالرغم من أنك على الشاطئ، هذه هي فكرة ميتافيرس.
وفي ظل العمل من المنزل الحالية والتي حدثت بسبب جائحة فيروس كورونا، يمكن للموظفين أن يتواجدوا سويًا ويتواصلون مع بعضهم البعض دون إجتماعهم في نفس المكان.
لماذا اكتسب الميتافيرس كل هذا الزخم بشكل مفاجئ؟
عادة ما تثار ضجة دعائية حول العوالم الرقمية وما يعرف بالواقع المعَزز كل بضعة أعوام، لكنها سرعان ما تخبو.
إلا أن هناك قدراً كبيراً من الإثارة والترقب للميتافيرس في أوساط المستثمرين الأثرياء وشركات التكنولوجيا الضخمة، ولا أحد يرغب في أن يتخلف عن الركب إذا ما صار هذا المفهوم بالفعل هو مستقبل الإنترنت.
كما يسود شعور بأنه للمرة الأولى، أوشكت التقنية أن تكون متاحة، مع التقدم الذي تشهده ألعاب الفيديو باستخدام الواقع الافتراضي، واقتراب الاتصالية من الشكل الذي يتطلبه الميتافيرس.