
اتفاقية “البريكست” أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
بريكست: بريطانيا تبدأ عهدا جديدا خارج الاتحاد الأوروبي مع بداية العام الجديد 2021
1_ ماذا تعني كلمة بريكست؟
هذه الكلمة اختصار لعبارة “British exit” أو خروج بريطانيا وتعني مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة تسمح بحرية الحركة والحياة والعمل لمواطنيها داخل الاتحاد فضلا عن تجارة هذه الدول مع بعضها.
وقد شهدت بريطانيا استفتاء عام 2016 صوتت فيه الغالبية لصالح الخروج من الاتحاد بعد أن ظلت عضوا لأكثر من 40 عاما.
ولكن الخروج لن يحدث فورا وإنما في 29 مارس/آذار عام 2019.
2_ ما هو اتفاق البريكست؟
بعد الاستفتاء بدأت مفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي حول اتفاق “الطلاق” الذي يوضح كيف سيتم الخروج بالضبط، وليس ماذا سيحدث بعد الخروج.
“بريكست”: رئيسة وزراء بريطانيا مازالت في خطر
وزراء بارزون يساندون ماي في مواجهة دعوة سحب الثقة منها
وطرحت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأربعاء الماضي هذا الاتفاق الذي يتضمن نقاطا رئيسية:
المدفوع: تدفع بريطانيا 39 مليار جنيه استرليني للاتحاد الأوروبي لتغطية ما تدين به
الفترة الانتقالية: بين 29 مارس/آذار عام 2019 و31 ديسمبر/كانون أول عام 2020 ولن تشهد تغييرات كبيرة للسماح لبريطانيا والاتحاد بالتوصل لاتفاق تجاري ولمنح فرصة للمؤسسات التجارية بتعديل وضعها
الهجرة: سيظل من حق مواطني الاتحاد الأوروبي وأسرهم الانتقال لبريطانيا بحرية قبل 31 ديسمبر/كانون أول عام 2020
التجارة: لن يكون هناك أي تغيير في هذا الملف خلال الفترة الانتقالية
ايرلندا الشمالية: لا تريد بريطانيا ولا الاتحاد الأوروبي حدودا بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا ولكن في الاتفاق هناك اتفاقية بشأن حواجز
3_ماذا تعني الحواجز في اتفاق البريكست؟
هذه واحدة من أبرز النقاط العالقة، فلا بريطانيا ولا الاتحاد الأوروبي يريدان حدودا “مرئية” بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا أي لا يريدان نقاط حراسة وتفتيش.
لذلك اتفق الطرفان على وضع كلمة حواجز “backstop” التي تستهدف ضمان عدم وجود نقاط حراسة وتفتيش بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا.
وذلك يعني أن ايرلندا الشمالية وليس باقي بريطانيا ستظل تتبع القوانين الأوروبية في أمور مثل منتجات الطعام ومعايير البضائع.
وسيتم تطبيق الحواجز فقط إذا لم يتم التوصل لاتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا خلال الفترة الانتقالية.
ولكن مازال هذا الأمر يثير الجدل إذ يقول بعض الناس إن ذلك يعني التزام بريطانيا بالقوانين الأوروبية، كما يرفض البعض الآخر فكرة أن ايرلندا الشمالية بها قوانين مختلفة عن بقية المملكة المتحدة.
4_متى سيصوت البرلمان على اتفاق البريكست؟
في 25 نوفمبر/تشرين ثاني ستسعى رئيسة الحكومة إلى الفوز بموافقة القادة الأوروبيين رسميا على الاتفاق.
فإذا وافقوا سيطرح الاتفاق للتصويت عليه في البرلمان ومن المتوقع أن يحدث ذلك في ديسمبر/كانون أول المقبل.
ويبدو حاليا أنه لن يتم الموافقة على الاتفاق الذي تطرحه.
فهي لا تحظى بدعم كاف من نواب حزب المحافظين للاتفاق كما أعرب نواب من مختلف الأحزاب عن معارضتهم له.
5_هل سيتم تطبيق البريكست؟
وفقا للقانون البريطاني فإنه سيتم تطبيق البريكست.
ولكن يدعو بعض الناس لإجراء تصويت ثان فلو حدث ذلك وجاءت النتيجة بعدم الموافقة فإنه العملية برمتها قد تلغى، ولكن تيريزا ماي تعارض إجراء استفتاء جديد.
اليوم مع بداية العام 2021
بدأت المملكة المتحدة عهدا جديدا بإتمام انفصالها رسميا عن الاتحاد الأوروبي.
وتوقفت بريطانيا عن تطبيق قواعد الاتحاد الأوروبي الخميس في تمام الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت غرينيتش، وبدأت في المقابل تطبيق إجراءات جديدة على أصعدة السفر، والتجارة، والهجرة، والتعاون الأمني.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن بلاده أصبحت تمتلك “حريتها في يديها، ويجب أن تستفيد منها إلى أقصى حد”.
وجاءت تصريحات جونسون الخميس، قبيل ساعات قليلة من خروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) منتصف ليل آخر يوم في العام الماضي 2020.
ودخلت الشاحنات الأولى الوافدة إلى حدود المملكة المتحدة دون إبطاء.
وحذر وزراء بريطانيون من بعض الأعطال في الأيام والأسابيع المقبلة، ريثما يستقر تعامُل شركات التجارة البريطانية مع التكتل الأوروبي بموجب التغييرات الجديدة.
لكن مسؤولين يصرون على أن الأنظمة الجديدة على الحدود “جاهزة للعمل”.
وأكد مسؤولون بريطانيون على أن الأنظمة الحدودية الجديدة “جاهزة للتطبيق” وسط مخاوف من تأخيرات محتملة في تطبيقها على الموانئ.
وفي رسالته بمناسبة العام الجديد، قال جونسون إن بريطانيا يمكنها الآن أن تقوم “بالمهام بشكل مختلف وإذا لزم الأمر بشكل أفضل”.
وأقرّ النواب البريطانيون يوم الأربعاء، الاتفاق التجاري الذي توصلت إليه بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي عشية عيد الميلاد، ويتجنب فرض ضرائب استيراد (تعريفات جمركية) بعد خروج لندن من السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي والاتحاد الجمركي، وتدخل الإجراءات حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني 2021.
ومع هذا لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن القواعد الجمركية الجديدة وحذرت الحكومة من وجود “بعض الاضطراب” في الأيام والأسابيع المقبلة.
وللحد ّمن مخاطر التأخير، تقوم بريطانيا بإجراء عمليات فحص وتفتيش البضائع التي تدخل البلاد من قارة أوروبا بشكل تدريجي، على مدى ستة أشهر حتى يوليو/تموز 2021.
البريطانيون قد يمنعون من دخول دول الاتحاد الأوروبي مع بداية 2021
اتفاق للتجارة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد البريكست
لكن بعض الإجراءات الجمركية الجديدة دخلت بالفعل حيز التنفيذ على الجانب البريطاني بداية من الساعة 11 مساء الخميس آخر يوم في العام الماضي، وستطبق على منتجات مثل الكحول، والتبغ، والمواد الكيميائية، والعقاقير الخاضعة للرقابة.
وبدأت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقديم بيانات جمركية كاملة وضوابط أخرى على صادرات بريطانيا إليها بداية من الساعة 11 مساء الخميس أيضا.
وكان هناك بعض الأمور الأخرى التي تغيرت بموجب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بداية من الساعة 11 مساء الخميس بتوقيت غرينتش، ومنها:
– انتهاء حرية تنقّل الأشخاص بين بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، واستبدلتها بريطانيا بنظام هجرة “قائم على النقاط”.
– أي شخص من بريطانيا يريد البقاء في معظم دول الاتحاد الأوروبي لأكثر من 90 يوما في فترة مدتها 180 يوما سيحتاج للحصول على تأشيرة من الدولة التي سيذهب إليها.
– سيعود التسوق المعفي من الرسوم الجمركية، حيث يستطيع الأشخاص العائدون إلى بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إحضار ما يصل إلى 42 لترا من البيرة و 18 لترا من النبيذ وأربعة لترات من المشروبات الروحية الأخرى و200 سيجارة دون دفع ضرائب على هذه المنتجات.
– سيواجه مواطنو الاتحاد الأوروبي الراغبون في الانتقال إلى المملكة المتحدة (باستثناء مواطني جمهورية أيرلندا) نفس النظام القائم على النقاط مثل الأشخاص في أي مكان آخر في العالم.
– ستفقد الشرطة البريطانية إمكانية الوصول الفوري إلى قواعد بيانات الأشخاص في الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالسجلات الجنائية وبصمات الأصابع والأشخاص المطلوبين جنائيا.
– سيتعين على التجار في إنجلترا واسكتلندا وويلز إنهاء المزيد من الإجراءات الورقية عند التعامل مع دول الاتحاد الأوروبي.
على عكس بقية مناطق بريطانيا، ستستمر أيرلندا الشمالية في اتباع العديد من قواعد الاتحاد الأوروبي، حيث تظل حدودها مع جمهورية أيرلندا غير مرئية تقريبا.
وستتمكن بريطانيا تدريجيا من الاحتفاظ بالمزيد من الأسماك التي يتم اصطيادها في مياهها الخاصة، بينما ستتوقف محكمة العدل الأوروبية عن أي دور في الفصل في النزاعات بينها وبين الاتحاد الأوروبي.
وأوضح جونسون أنه يريد أن تكون بلاده دولة “منفتحة وسخية ومتطلعة إلى الخارج”، وأن تكون رائدة عالميا في التقنيات الجديدة، وتحارب تغير المناخ وتعزز التجارة الحرة.
وقاد جونسون حملة الخروج في استفتاء البريكست عام 2016 وأخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالفعل في يناير/كانون الثاني بعد ستة أشهر من توليه رئاسة الوزراء.

خطة العد التنازلي
جرت استعدادات مكثفة في بريطانيا خلال الأسبوعين الماضيين لإعداد البلاد للتغييرات القادمة.
وتضمنت خطة العد التنازلي البريطانية اختبارات تشغيلية للبنية التحتية على الحدود وتعاون وثيق مع فرنسا، وهولندا، وبلجيكا.
وقال متحدث حكومي: “أنظمة الحدود والبنية التحتية التي نحتاجها موجودة، ونحن مستعدون لبداية جديدة في بريطانيا”.
لكن هناك مخاوف مستمرة من أن العديد من الشركات الصغيرة ليست مستعدة للتغييرات وأنه مع وجود شاحنات نقل بضائع لا تحمل أوراق العمل والمرور الصحيحة قبل التغيرات الأخيرة وسوف يتم إرجاعها من دوفر والموانئ الأخرى، فإن التأخير لا مفرّ منه.
ومن المتوقع أن تكون حركة المرور أقلّ من المعتاد في مثل هذا التوقيت من العام الأول من يناير/كانون الثاني، بسبب تفشي وباء كورونا المستجد، ولكن من المتوقع أن تنتعش الحركة اعتبارا من يوم الاثنين، حيث من المتوقع أن يتم اختبار الإجراءات الجديدة وإجراءات الطوارئ في بريطانيا.
وقالت الحكومة إنه تم إصدار 450 تصريحَ “دخولِ منطقة كِنت” للشاحنات التي تعتزم عبور القناة الإنجليزية في دوفر يوم الجمعة الأول من يناير/كانون الثاني، وسيتم تحديد السائقين الذين يصلون بدون التصاريح وتغريمهم 300 جنيه إسترليني.
وقالت إحدى شركات النقل اللوجستي لبي بي سي، إنها لن ترسل أي شاحنات حتى 10 يناير/كانون الثاني، بسبب مخاوف الازدحام والتكدس على الرغم من أن مشغل نفق القنال الإنجليزي قال إنه يتوقع أن تعمل الأنظمة الجديدة بسلاسة.
وخرجت بريطانيا بالفعل من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني 2020، لكن استمرتفي اتباع القواعد التجارية لبروكسل حتى الآن، حتى تم إتمام الاتفاق.
وتوصلت بريطانيا وإسبانيا إلى اتفاق بشأن إطار سياسي لجبل طارق، من شأنه أن يمهد الطريق لمعاهدة منفصلة بين لندن والاتحاد الأوروبي بشأن الأراضي البريطانية خارج حدود بريطانيا، والتي لم تكن مشمولة بالاتفاق التجاري.
وتعني اتفاقية الخميس أن الحدود بين جبل طارق وإسبانيا ستبقى مفتوحة.
في غضون ذلك، قالت وزيرة التجارة الدولية في المملكة المتحدة ليز تروس إنها تتوقع توقيع اتفاقية استمرارية التجارة مع تركيا هذا الأسبوع، وهي خطوة لم تكن ممكنة حتى تم التوصل إلى الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
وقال غوف لبي بي سي: “أنا متأكد من أنه ستكون هناك لحظات وعرة لكننا هناك من أجل محاولة بذل كل ما في وسعنا لتسهيل المسار”.
وحذر الشركات من أن الوقت “قصير للغاية” للقيام بالاستعدادات النهائية قبل انتهاء الفترة الانتقالية.
وقال إن “طبيعة علاقتنا الجديدة مع الاتحاد الأوروبي – خارج السوق الموحدة والاتحاد الجمركي – تعني أن هناك تغييرات عملية وإجرائية يتعين على الشركات والمواطنين الاستعداد لها”.
وأضاف “نحن نعلم أنه سيكون هناك بعض الاضطراب بينما نتكيف مع الطرق الجديدة لممارسة الأعمال التجارية مع الاتحاد الأوروبي، لذلك من الضروري أن نتخذ جميع الإجراءات اللازمة الآن.”
وتم حث الشركات على التأكد من فهمها للقواعد الجديدة المتعلقة باستيراد وتصدير البضائع، بما في ذلك القواعد المختلفة التي تنطبق على التجارة مع إقليم إيرلندا الشمالية، والنظر في كيفية إصدار الإقرارات الجمركية بشأن التجارة في الاتحاد الأوروبي.
كما شجع غوف المسافرين إلى وجهات الاتحاد الأوروبي اعتبارا من 1 يناير/ كانون الثاني على إجراء تأمين سفر شامل، والتحقق من رسوم التجوال لمزود خدمة الهاتف المحمول، والتأكد من أن جوازات سفرهم سارية لمدة ستة أشهر على الأقل قبل السفر.
ويتم اتخاذ الإجراءات في جميع أنحاء المملكة المتحدة حيث تستعد لدخول علاقتها التجارية الجديدة مع الاتحاد الأوروبي.
في غضون ذلك، سيحتاج المسافرون من بريطانيا إلى الإعلان عن مبلغ نقدي قدره عشرة آلاف يورو (9049 جنيها إسترلينيا) أو أكثر عند دخول إيرلندا الشمالية اعتبارا من 1 يناير/ كانون الثاني.
أساسيات:
تم الاتفاق على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل أيام من الموعد النهائي. هذا يعني أنه يمكن للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الاستمرار في التجارة من دون فرض ضرائب إضافية على السلع.
لماذا استغرق كل هذا الوقت؟صوتت المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي في عام 2016 وغادرت بالفعل في 31 يناير/ كانون الثاني 2020، لكن كان أمام القادة حتى نهاية عام 2020 للتوصل إلى اتفاق تجاري.
هناك تغييرات كبيرة في المستقبل. على الرغم من أنها صفقة تجارية تم الاتفاق عليها، ستكون هناك أيضا تغييرات في كيفية سفر الأشخاص بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، والطريقة التي يعيشون ويعملون بها.